ومن خلفاء الطريقة القادرية البريفكانية العلية، مؤلف هذا الكتاب الفقير إلى رحمة ربه ومولاه، مخلف العلي الحذيفي القادري الحسيني ابن السيد يحيى، ابن السيد محمد سعيد، ابن السيد جاسم، ابن السيد علي، ابن السيد أحمد، ابن السيد علي، ابن السيد خلف، ابن السيد ظاهر، ابن السيد علي، ابن السيد يحيى، ابن السيد محمد، ابن السيد شحاذة، ابن السيد الشيخ محمد القمري، ابن السيد عبد الرحمن، ابن السيد عبد الجليل، ابن السيد الشيخ حذيفة التقي، ابن السيد عبد الكريم، ابن السيد قاسم، ابن السيد حسن، ابن السيد عبد الله، ابن السيد عبد الرحمن، ابن السيد موسى، ابن السيد القطب الكبير الشيخ عز الدين أبو حمرا الكبير، ابن السيد الشيخ أحمد الصالح الأخضر، ابن السيد إسماعيل الصالح شقيق الإمام أحمد الرفاعي الكبير قدس الله سره العزيز، ونسبه رضي الله تعالى عنه كالشمس في رابعة النهار.
وكانت ولادتي في صبيحة يوم الأحد السادس عشر من شهر محرم لسنة (1396هـ)، الموافق للثامن عشر من شهر كانون الثاني لعام (1976م).
وكانت ولادتي في بلدة الطبقة، حيث كان عمل والدي هناك، بينما ترجع أصولي إلى قرية أبي منديل التابعة لمدينة منبج التابعة لمحافظة حلب، حيث خرج والدي منها إلى قضاء محافظة الرقة طلباً للرزق والعمل، وفي هذه البلدة نشأت وترعرعت، ودرست الابتدائية والإعدادية، وكانت نشأتي في ظل أسرة بسيطة، تتكون من أبوين وستة أبناء وست بنات، يرعاهم ويهتم بهم والدي ووالدي، وكان عمل والدي في ذلك الوقت في الفرن الآلي في مدينة الطبقة.
التحقت أثناء المرحلة الابتدائية بأحد الكتاتيب التي تعلم القرآن في الحي الذي أسكن فيه، وتعلمت قراءة القرآن وأحكام التجويد وحفظت بعض أجزاء القرآن فيه، على يد الشيخ جاسم الشيخو رحمه الله تعالى، وهو أحد جيراني، وكان رجلاً فاضلاً وعالماً صالحاً، وكان هو أول شيخ لي.
وفي آخر المرحلة الإعدادية درست بعض العلوم الشرعية كالفقه والسيرة والحديث واللغة العربية على يد الشيخ الفاضل مصطفى المقلاج حفظه الله تعالى، الذي ألحقني بالمعهد الشرعي في محافظة الحسكة بعض حصولي على الشهادة الإعدادية في عام (1990م)، فطلبت العلم ودرست المرحلة الثانوية الشرعية هناك، وتخرجت منها عام (1994م)، ثم عينت مدرساً في المعهد أدرس المواريث وأصول الفقه والعقيدة لمدة عام كامل.
ولم أستطع وقتها الالتحاق بالجامعات التي التحق بها أقراني فغالبهم التحق بالأزهر الشريف بمصر، وكلية الدعوة الإسلامية في دمشق وبيروت، وغيرها من الجامعات وذلك بسبب الظروف التي منعتني من إكمال دراستي الأكاديمية، فالتحقت بالجيش لمدة عامين ونصف بدأت بأول عام (1996م) وانتهيت من الخدمة في منتصف عام (1998م).
غير أن تلك الظروف لم تمنعني من طلب العلم والتردد على العلماء والأخذ عنهم، حتى بلغت من العلم درجة طيبة، وعينت في عام (1998م) إماماً وخطيباً في مسجد النهضة الإسلامية في مدينة الطبقة، فكنت أخطب الجمعة وأصلي بالناس إماماً للصلوات الخمسة، وكنت أعطي الدروس في المسجد، وحصلت بعد ذلك على شهادة الثانوية الشرعية والتحقت بكلية الشريعة بحلب.
وشغلت خلال هذه الفترة عدة وظائف من أهمها: تعييني إماماً وخطيباً ومدرساً في مسجد النهضة في مدينة الثورة، كما عينت عضواً في لجنة الأوقاف في مدينة الثورة، كما عينت مدرساً في ثانوية المصطفى الشرعية للبنين، وثانوية خديجة الشرعية للبنات في محافظة الرقة، كما عينت أمين سر الحاسوب ومدرس مادة الحاسوب في الثانويتين السابقتين، كما حصلت على العديد من شهادات الحاسوب والتنمية البشرية وعلوم الطاقة، وخضعت لعدة دورات في شتى المجالات.
وفي منتصف عام (2012م)، سافرت إلى مصر فأقمت في الإسكندرية، وجالست العلماء والصالحين والعارفين فيها وأخذت عنهم، وكانت إقامتي في مصر المحروسة فرصة طيبة وهدية من الله عز وجل، فاشتغلت بالعلم والتعليم، والتأليف والتحقيق، والدعوة إلى الله عز وجل، ونشر علوم التصوف والطريقة القادرية، كما حرصت على جمع الأسانيد الحديثية والفقهية والعلمية والصوفية من العلماء والمحدثين والعارفين.
كما أكرمني الله عز وجل بتصنيف العديد من الكتب والمؤلفات في شتى العلوم، منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط، نسأل الله أن يخرجها للنور جميعها، وما زلت في مصر مقيماً فيها لغاية الآن.
أما الطريقة القادرية العلية: فقد سلكتها أثناء دراستي في المعهد الشرعي، حيث شاءت رحمة الله وعنايته أن يعرفني بالشيخ عبيد الله القادري شيخ الطريقة القادرية العلية، فسلكت الطريقة على يديه في عام (1991م)، ولسلوكي من الشيخ قصة عجيبة لا مجال لذكرها في هذا الكتاب، وقد ذكرتها بكتب أخرى.
فاجتهدت بسلوكي على يد الشيخ عبيد الله قدس سره، حيث أولاني اهتماماً خاصاً جزاه الله تعالى عني كل خير، فدخلت العديد من الخلوات على يديه، وتدرجت بين يديه بالسلوك والرياضات والخلوات، وبلغت عدد الخلوات التي دخلتها على يد شيخي (27) خلوة ولله الحمد، من أهمها خلوة التوحيد والجلالة ويس والواقعة والحزب السيفي والبسملة، ولازمت شيخي خلال هذه السنين التي كنت أدرس فيها العلوم الشرعية، حتى أكرمني الله تبارك وتعالى بالإجازة والخلافة في الطريقة القادرية من شيخي في عام (1995م).
أهم شيوخي في العلم والتصوف: لقد أكرمني الله سبحانه وتعالى بالتلقي عن الكثير من الأولياء والعلماء، من الإجازات العلمية العامة والخاصة، كما أكرمني بالعديد من الإجازات الصوفية في الطريق والأذكار، وسأذكر أهم العلماء والعارفين الذين تشرفت بالإجازات منهم، وهؤلاء هم أهم من أخذت عنهم:
شيوخي من سورية: من أهمهم: الشيخ عبيد الله القادري الحسيني، والشيخ سيد محمد القادري الحسيني، والشيخ إبراهيم محمد حسن النقشبندي، والشيخ عبده بن سالم الحمصي، والشيخ عبد الهادي الخرسة، والشيخ جمعة هاشم الأشرم الحسيني، والشيخ عبد التواب علي روضان، والشيخ مصطفى إبراهيم المقلاج.
شيوخي من مصر: من أهمهم: الشيخ الدكتور نور الدين علي جمعة، والشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني، والشيخ عبد القادر البهنسي الشاذلي، والشيخ محمد إبراهيم حلمي النيازي القادري، والشيخ محمود سعيد ممدوح، والشيخ سامي سليمان محمود الخلوتي، والشيخ أحمد حسين أحمد علي القادري.
شيوخي من العراق: من أهمهم: الشيخ وحيد الدين البريفكاني الحسيني، والشيخ محمد نجيب القادري الكيلاني، والشيخ الدكتور أكرم عبد الوهاب الموصلي، والشيخ الدكتور قاسم عبد محمد النعيمي الرفاعي الحسيني، والشيخ الدكتور فاضل يونس البدراني الحسيني.
ومن شيوخي من المغرب: الشيخ حمزة البودشيشي القادري. ومن شيوخي من الكويت: الشيخ يوسف هاشم الرفاعي الحسيني، ومن شيوخي من فلسطين: الشيخ نبهان حسين البابلي الرفاعي الحسيني، والشيخ محمد نمر الخطيب الفلسطيني المدني، ومن شيوخي من مالي: الشيخ الحاج علي الكوناتي المسكاني القادري، ومن شيوخي من ليبيا: الشيخ الدكتور أحمد القطعاني.
وهناك الكثير من الشيوخ الذين لا يتسع المجال لذكرهم ها هنا، وقد جمعت ذكرهم في ثبتي الدرر المنيفة في الأسانيد الشريفة، والصحيفة الحذيفية.
أما مؤلفاتي ورسائلي: فالمطبوعة والمتوفرة على الشبكة فهي: الكنوز النورانية من أدعية وأوراد السادة القادرية، والعقد الفريد في بيان خلوة التوحيد، وتحفة الأولياء في كيفية إحياء مجالس الليالي الغراء، والتحفة الدرية في كيفية مجالس الذكر القادرية، والراتب الجلي الوفي في وظائف مخلف العلي الحذيفي، وعمل اليوم والليلة في شهر رمضان، والراتب الترياق لدفع الدين وجلب الأرزاق، وزاد المريد القادري في اليوم والليلة، والختم القادري الشريف في الطريقة القادرية العلية، والحجامة بين العلم الحديث والشريعة الإسلامية، ودلائل الخيرات وشوارق الأنوار، ورسالة الشيخ الحذيفي في خصائص وأسرار الدعاء السيفي، والسر المكتوم في دعوة الحي القيوم، وذخيرة الأبرار من ورد الاستغفار، وبرنامج عمل ليلة النصف من شعبان، ورسالة التصوف الصحيح هو الحل، وإرشاد الرفيق في كيفية سلوك الطريق، والثمر الداني في ترجمة الشيخ عبد القادر الجيلاني، والرسالة الحذيفية في تعريف التصوف والصوفية، وتحقيق الفيوضات الربانية في المآثر والأوراد القادرية، والخلاصة الهامة في أوراد الطريقة العامة.
وأما الكتب المخطوطة الغير مطبوعة: الدرر الجلية في أصول الطريقة القادرية العلية، وروض الجنان في ترجمة قطب البريفكان، والفيض النوري في خصائص الدعاء الدري، والثمار الحلوة في خصائص وأسرار الخلوة، وإحياء علوم التصوف، وحجة المستغيثين بالأنبياء والملائكة والصالحين، ونبراس السالكين من وصايا الأولياء والعارفين، والمنهج الفريد في سلوك المريد، ومجربات القادري الكبير، والصحيفة الحذيفية في أسانيد الطرق الصوفية (الثبت الصوفي)، والدرر المنيفة في الأسانيد الشريفة (الثبت العلمي)، والأربعون الحذيفية في أصول طريق الصوفية، والنهر الفائض في مختصر علم الفرائض، والخلاصة بأوراد الطريقة الخاصة، وتعريف السالكين بآل شيخ الحلقة القادريين، وروضة الشموس والأقمار في تراجم القادرية الأبرار، وتعريف الأنام بخصائص الإمام سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام. وهناك كتب ما زالت قيد العمل.
المصدر: روض الجنان في ترجمة قطب البريفكان للشيخ مخلف العلي الحذيفي القادري الحسيني
موقع الطريقة القادرية العلية 2025