قَالَ الشَّيْخُ مَاءُ الْعَيْنَيْنِ الشِّنْقِيطِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ فِي نَعْتِ الْبِدَايَاتِ: ذَكَرَ بَعضُ الْعَارِفينَ مِن أَهْلِ الْكَشْفِ وَالتَّمْكِينِ، أَنَّهُ يَنْزِلُ فِي كُلِّ سَنَةٍ ثَلَاثُمِئَةِ أَلْفِ بَلِيَّةٍ وَعِشْرُونَ أْلْفَاً مِنَ الْبَلِيَّاتِ، وَكُلُّ ذَلِكَ فِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ الْأَخِيرِ مِنْ شَهْرِ صَفَرٍ، فَيَكُونُ الْيَوْمُ أَصْعَبَ أَيَّامِ السَّنَةِ، فَمَنْ صَلَّى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهَا بَعْدَ الْفَاتِحَةِ سُورَةَ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَالْإِخْلَاصَ خَمْسَ مَرَّاتٍ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ مَرَّةً، ويَدْعُوَ بَعْدَ السَّلَامِ بِهَذَا الدُّعَاءِ، حَفِظَهُ اللَّهُ بِكَرَمِهِ مِنْ جَمِيعِ الْبَلَايَا الَّتِي تَنْزِلُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَلَمْ تَحُمْ حَوْلَهُ بَلِيَّةٌ مِنْ تِلْكَ الْبَلَايَا إِلَى تَمَامِ السَّنَةِ، وَالدُّعَاءُ الْمُعَظَّمُ هُوَ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ يَا شَدِيدَ الْقُوَى، وَيَا شَدِيدَ الْمِحَال؛ يَا عَزِيزُ ذَلَّلْتَ بِعِزَّتِكَ جَمِيعَ خَلْقِكَ، اكْفِنِي مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ؛ يَا مُحْسِنُ يَا مُجَمِّلُ يَا مُتَفَضِّلُ يَا مُنْعِمُ يَا مُكْرِمُ، يَا مَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، بِرَحمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».
ويَزِيدُ بَعْدَهُ: «اللَّهُمَّ بِسِرِّ الْحَسَنِ وَأَخِيهِ وَجَدِّهِ وَأَبِيهِ، اكْفِنِي شَرَّ هَذَا الْيَوْمِ وَمَا يَنْزِلُ فِيهِ، يَا كَافِي، فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصِحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً».
وقيلَ أنَّ أوَّلَ الدُّعاء: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذَا الشَّهْرِ، وَمِنْ كُلِّ شِدَّةٍ وَبَلَاءٍ وَبَلِيَّةٍ الَّتي قُدِّرَتْ فِيهِ، يَا دَهْرِيُّ يَا دَيْهُورُ يَا دَيْهَارُ، يَا كَانَ يَا كَيْنُونُ يَا كَيْنَانُ، يَا أَبَدِيُّ، يَا دَهْرِيُّ، يَا مُعِيدُ يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدُ، أَنْتَ تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ، اللَّهُمَّ احْرُسْ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَأَوْلَادِي وَدُنْيَايَ الَّتِي ابْتَلَيْتَني بِصُحْبَتِهَا، بِحُرْمَةِ الْأَبْرَارِ، بِحُرْمَتِكَ يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ يَا كَرِيمُ يَا سَتَّارُ».
وَاكَتُبْ بَعْدَ ذَلِكَ هَذِهِ الْآيَاتِ، وَضَعْهَا فِي الْمَاءِ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ أَمِنَ مِمَّا يَنْزِلُ مِنَ الْبَلَاءِ فِي ذَلِكَ النَّهَارِ إِلَى تَمَامِ السَنَةِ؛ وَالْآيَاتُ هِيَ:
﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾، ﴿سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾، ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾، ﴿سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾، ﴿سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾، ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾، ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾.
ثُمَّ قَالَ الشَّيْخُ مَاءُ الْعَيْنَيْنِ الشِّنْقِيطِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ: «وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ هِيَ الَّتِي كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّ شَيْخَنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ يَفْعَلُ، وَهِيَ أَحْسَنُ لِعُمُومِ النَّفْعِ بِهَا لِلصِّبْيَانِ وَالنِّسْوَانِ وَالْعَبِيدِ، وَنَحوَ ذَلِكَ مِنْ كُلِّ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَى فِعْلِ ذَلِكَ»([1]).
المصدر: الكنوز النوارنية من أدعية وأوراد السادة القادرية
موقع الطريقة القادرية العلية 2025