🆕 جديد الموقع

📰 مكانة علم التصوف

📁 القسم: التعريف بعلم التصوف
✍️ الكاتب: مخلف العلي القادري
📅 التاريخ: 2025-08-12
👁️ عدد المشاهدات: 1330

مكانة علم التصوف

بعد أن بينَّا تعريف التصوف وبينَّا موضوعه وثمرته وغايته وحاصل ذلك كله هو تزكية النفس، وتطهير القلب من الدنس، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، والتخلي عن الأخلاق الرذيلة، يجب أن نسأل أنفسنا سؤالا؟ أليس هذا هو مراد الله من خلقه؟ أليس هو الغاية من إرسال الرسل؟ أليس هذا هو مراد الشريعة السمحاء؟

الجواب هو: نعم هذا هو، وهذا مطلوب من كل مسلم يدين لله بالإسلام، ويؤمن بمحمد عليه الصلاة والسلام!

وعليه: فإن كان علم التصوف هو تحقيق مراد الشريعة، وهو بهذا المعنى الذي أوضحناه المقصد الذي بيناه، يعتبر من أَجلَّ العلوم التي ينبغي على كل مسلم أن يدخل فيها، والدخول فيه هو فرض وواجب على كل مسلم ومسلمة، وذلك استجابة لقوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ([1])، وقوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ([2])، وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) ([3]).

وقوله صلى الله عليهِ وآله وسلم: «أَلَا إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةٌ إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كَلَهُ، وَإذاَ فَسَدَّتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كَلَهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»([4])، وقوله: «إِنْ اللَّهُ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجُسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكُنَّ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ»([5]).

واليك بعض أقوال العلماء والصالحين في ذلك:

يقول الإمام مالك: «من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقق»([6]).

وقال الإمام الغزالي: «الدخول مع الصوفية فرض عين إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام»([7]).

وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي: ‌«من ‌لم ‌يتغلغل ‌في ‌علمنا هذا، مات مُصرًا على الكبائر وهو لا يشعر»([8]).

وقال السيوطي رحمه الله تعالى: «نسبة التصوف من العلوم كعلم البيان من النحو يعني هو كمال فيها ومحسن لها»([9]).

وقال الشيخ أحمد زرُّوق رحمه الله تعالى في قواعده: «نسبة التصوف من الدين نسبة الروح من الجسد لأنه مقام الإحسان ولا معنى له سوى ذلك».

ومن خلال ما بيناه يتضح بوضوح كوضوح الشمس في رابعة النهار أن علم التصوف بمعناه الصحيح هو فرض عين على كل مسلم.

بل ولا غنى لمسلم يريد الله عن سلوك علم التصوف، فكلنا بحاجة لتصفية القلب وتزكية النفس والوصول إلى الله عز وجل والتحقق بمقام العبودية.

المصدر: الرسالة الحذيفية في تعريف التصوف والصوفية


  1. سورة الشمس: [الآية: 9-10].
  2. سورة الأعلى: [الآية: 14].
  3. سورة الشعراء: [الآية: 88-89].
  4. رواه البخاري.
  5. صحيح مسلم.
  6. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا علي القاري، (1/335).
  7. النصرة النبويّة على هامش شرح الرائية للفاسي ص26.
  8. البحر المديد في تفسير القرآن المجيد (2/ 417).
  9. الأشباه والنظائر ص405.