جديد الموقع
الوفاء لأهل العطاء (2) => مقالات وأبحاث عامة ۞ المنظومة الحذيفية => مؤلفات الشيخ القادري ۞ alkhlasaalhama-fr => Ouvrages en Français ۞ alrsalaalhzaifi-fr => Ouvrages en Français ۞ الطراز المذهب في مولد الباز الاشهب => مؤلفات الشيخ القادري ۞ الأربعون الكيلانية (القادرية) => مؤلفات الشيخ القادري ۞ خلاصۀ مہمە => اردو كتب ۞ تحفة الأبرار في مدح حيدرة الكرار => مؤلفات الشيخ القادري ۞ HadithsQadiriya => Ouvrages en Français ۞ alwrdalkadri => Books in English ۞
المقال

الوفاء لأهل العطاء

الكاتب: د.عمار ميرغني حسين محمد

تاريخ النشر: 21-02-2024 القراءة: 1651

الوفاء لأهل العطاء والشيخ مخلف بن يحيى العلي القادري

للشيخ الدكتور عمار ميرغني حسين محمد

وزير الإرشاد والأوقاف الأسبق بالسودان

بسم الله الرحمن الرحيم

البارزون في سماء النجاحات و التفوق كثيرون، و أهل الفضل و السبق في مجالات الدين أيضا كثيرون و هذا من رحمة الله تعالى بهذه الإنسانية.

فكثيرا ما يكتب الكُتَّاب حول شخصيات لها وزنها و تأثيراتها في ميادين السياسة و التجارة ومجال الأعمال، يكتبون إعجاباً و ثناءاً، وقد تكون المقاصد من دائرة المنافع الدنيوية العاجلة، و قل ما يكتبون عن عالم من علماء الدين و مرشد و شيخ مربي، الا اذا انتقل الدار الآخرة، فتجد عبارات الثناء، و مكتوبات النعي تأتي تباعاً، معمورة بالمدح و الثناء و سرد المناقب.

وقد اخترت شخصية الشيخ مخلف بن يحيى العلي القادري لأكتب عنها كلمات موجزة من قبيل الثناء و الشكر وفاءا له، و اعترافاً بالفضل لأهله ووضعاً للشكر في محله، وقبل ذلك الشكر للمولى تبارك و تعالى على نعمه وهباته، ومن أجلها التعرف على الفضلاء و العلماء الكرام .

أكتب عنه رغم أنني لم التقه مباشرة إلا عبر وسائل الاتصالات، ولكنه شدنا وجذبنا لمحبته، وذلك لإخلاصه وفنائه في نفع الأمة و في إيصال الخير إلى الناس، و بذل الجهود المتكاثرة في النصيحة والارشاد والتربية، وقد وَجَدَتْ ارشاداته قبولاً وتفاعلاً كبيراً ولا شك أن ذلك لإخلاصه ونور قلبه ونقاء سريرته، هذا مع المحبة الجليلة لله ولرسول صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيراً، ولآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، و كذاك لشيوخه و لأهل أسانيده وأساتذته في العلم و التربية .

جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيراً: ‌«خَيْرُ ‌النَّاسِ ‌أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ»، وهذا من أهم معايير الخيرية في الانسان، ألا يكون قاصراً على نفسه معتنياً بشأنه فقط، و لا يرعوي للآخرين، وقد قدمت الشريعة النفع المتعدي على النفع القاصر.

ولا شك أن الشيخ مخلف رجل حكيم مواكب معاصر، لم يمارس المشيخة من أسلوب أو طريقة واحدة؛ حيث طرق كل وسائل النقل القديمة بتأليف الكتب المطبوعة على الورق، وكذاك كل وسائط الالكترونيات الحديثة، فشاهدناه مستمعين لمحاضراته ودروسه على اليوتيوب وغيره واستفدنا منها فوائد جليلة، و لقد سار بدعوته عبرها إلى كل البقاع والاصقاع حول العالم، و تحقق بذلك نفع خلائق كثيرين في العالم، وفي تقديري قد أفاد آلاف كثيرة من الناس؛ و ذلك لأن أسلوبه في حديثه الديني ومحاضراته جاذب جميل.

و لقد أعجبني أيضا نهجه في أمر لم يطرقه العلماء بهذا الأسلوب، وهو تأصيل أذكار العلماء والشيوخ من سادة التصوف وعلمائه والحديث العلمي الوافر المقنع حولها، وأيضاً راق لي حديثه خاصة عن الحزب اليماني أو حزب السيف لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وعموماً حض الناس على الذكر والدعاء، والولوج الى هذا المضمار من أوسع أبوابه.

ومن جانب آخر أيضاً الشيخ لم يترك جانب الحديث عن علوم التصوف وتزكية الأخلاق وتربية النفوس و تهذيبها، فله محاضرات ومنشورات قيمة جداً حول هذه المطالب الراقية و التي شد ما نحتاجها.

ولقد رأينا وفاءه لشيوخه وأساتذته وإسناد الأذكار والأدعية إليهم، وقد كان الوفاء أكثر ظهوراً في أيام وفاة شيخه العارف بالله العلي القادر الشيخ عبيد الله القادري، فقد نعاه والحزن يعتصر قلبه وظل يكتب أياماً طوال عن هذا الشيخ الجليل رضي الله عنه و أرضاه.

وللشيخ مطبوعات كثيرة فيها علوم غزيرة، وقد وصلتنا منه مباشرة بالسودان وقد أهداني منها، وأيضاً إلى الشيخ أحمد بن الشيخ يوسف الشيخ محمد يونس وهذا من بيوت السادة القادرية الكبيرة بالسودان، جزاهم الله عن الأمة خير الجزاء.

لا أعد الشيخ مخلف بن يحيى العلي القادري شيخاً عادياً بل هو مؤسسة دينية قائمة بذاتها، لها أسلوبها وأدواتها ووسائلها من القديم و الحديث، بل هو مدرسة متطورة بتطور فرضه العصر وصيحات العولمة والحداثة مع التمسك بعرى الأصالة و قواعد الديانة .

ختاماً أقول: هذه الأسطر قليلة لا تفي الشيخ حقه ولكنها ناشئة عن صدق ووفاء، وتنبعث من قلب محب له، و قد ترجمتها أنامل لا تجيد فنون الكتابة عن العظماء، وأرجو من القائمين على إدارة الشئون الدينية والجهات الرسمية إعطاء الشيخ أولوية، وتخصيصه بالاهتمام ومعاونته، فمثله باب خير و فتح.

حفظكم الله ورعاكم مولانا الشيخ، أعاد الله لبلاد السودان أمنها وأمانها وسلمها وسلامها، آمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.

كتبه:

الشيخ الدكتور عمار ميرغني حسين محمد

وزير الإرشاد والأوقاف الأسبق بالسودان

الأربعاء: 11/شعبان/1445هـ - 21/2/2024

روابط ذات صلة
المقال السابق
المقالات المتشابهة المقال التالي
الوفاء لأهل العطاء