جديد الموقع
الوفاء لأهل العطاء => مقالات وأبحاث عامة ۞ تبصرة المسلمين وكفاية المحبين => مؤلفات الشيخ القادري ۞ عقيدتنا بالشيخ الأكبر => مقالات الشيخ القادري ۞ حكم العتاقة الكبرى والصغرى => فقه التصوف والسلوك ۞ حكم السالك إذا لم يجد شيخا كاملاً => فقه التصوف والسلوك ۞ الوفاء لأهل العطاء (2) => مقالات وأبحاث عامة ۞ المنظومة الحذيفية => مؤلفات الشيخ القادري ۞ alkhlasaalhama-fr => Ouvrages en Français ۞ alrsalaalhzaifi-fr => Ouvrages en Français ۞ الطراز المذهب في مولد الباز الاشهب => مؤلفات الشيخ القادري ۞
المقال

موانع السلوك (4): النفس

الكاتب: الشيخ القادري

تاريخ النشر: 11-06-2022 القراءة: 2883

سلسلة دروس موانع السلوك

للشيخ مخلف العلي القادري الحسيني

المانع الرابع : النفس

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً وفقهاً وإخلاصاً في الدين وبعد :

أحبابي الكرام :النفس وما أدراك ما النفس

اولاً يجب ان نعلم حقيقة النفس لا يعلمها الا الله تعالى ماهيتها - مكانها - مكمنها - آلية عملها

فكل هذه الاسرار لا يعلمها الا الله تعالى بل عجز عن كشف سرها كل من خلق الله تعالى وهناك من الخواص من اهل الله من اطلعه الله على بعض مكنوناتها والذين بحثوا في حقيقتها كثر وما استطاعوا ان يصلوا الى نتيجة فمنهم من وصل الى انها هي الروح لكنها غير ذلك لان النفس تفنى وتموت والروح خلاف ذلك ومنهم من قال هي القلب وأخطأ من قال هذا لان القلب ينبض قبل ان تبث الروح بالجنين ويبقى ثلث ساعة بعد الموت ومنهم من قال هي العقل ولم يصلوا الى حقيقة لان ذلك مما استأثر به الله سبحانه وتعالى لكن اجمل ما قيل في النفس انها سر من اسرار الخلق جعله الله خليطا في العقل والروح والقلب وهذا اقرب شيء للحقيقة ان النفس شيء موجود بكل هذا لانك تجد للعقل هفوات وللقلب خطرات وللروح سكرات وكل هذا من فعل النفس ووسواسها فان كانت النفس زكية كانت تامر بالخير وان كانت غير ذلك امرت بالعكس والاصل في خلقتها ايها الاخوة هو قول الله تعالى: ((انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتيله)) ومعنى امشاج الخليط اي ان الله خلط فيها الصفات

وقد ورد ان الله جعل فيها اربع صفات ( الربوبية - العبودية - الشيطانية - الحيوانية ) وكل واحدة لها تأثير بالنفس لذلك تجد بعض الناس يتلونون ويتفاوتون فيما بينهم كل واحد يميل لشيء من الصفات مثلا الكبرياء من صفات الله وتجد البعض يتصف بها لان نفسه قابلة لذلك لكنه محرم عليها اذا النفس في اصل خلقتها غير سليمة وهنا يتعجب الانسان الحياة والحركة تقوم بأربعة امور وهي:

النفس - الروح - العقل – القلب

هذه الامور الاربعة هي التي عليها مدار الحياة والحركة لذلك عندما نراجع حياتنا تجدنا نستعملها في كل شيء

خطر النفس وعظمها:

يكمن خطرها وقوتها في عدة امور وهي:

أولاً: انها على طبيعتها منذ خلقها الله وقابلة للزيادة بدون تعب ولا تنقص الا بالتعب.

ثانياً: انها تنتشر في كل شيء في الانسان تخالط العقل وتخالط القلب وتخالط الجوارح.

ثالثاً: انها ضعيفة امام الشهوات قابلة للمعصية.

رابعاً: انها ملازمة للانسان .

هذه اربعة امور تجعل النفس اخطر الاعداء هي مستعدة دائما للانحراف عن الطريق اكبر الجرائم التي ذكرت هي من صنع النفس ابليس فما طرد من الجنة الا بتكبر نفسه وغرورها

كيف يكون الصراع مع النفس اثناء السلوك الى الله:

اول سلاح تشهره بوجه السالك ما هو هذا المثال مهم جدا يشرح لك سر عجيب من اسرار الطريق قيل مثل المريد في سلوكه بداية الطريق يكون في صعود شاهق كانه يصعد جبل وفي اعلى الجبل توجد مرآة كبيرة هذه المرآة وانت تصعد ستعكس لك الصورة انت في حالة صعود فسترى نفسك في نزول هنا يجب عليك ان تصدق المرآة انك تسقط وبالتالي عليك ان تبذل الجهد لتصعد لكن ان كذبتها سقطت من اعلى الجبل الى الارض ثم بعد الصعود يأتيه نزول قوي جدا وفي الاسفل هناك مرآة تعكس سيره هو نازل كيف سيرى نفسه صاعد وهنا ماذا عليه ان يكذب المرآة لكن ان صدقها ركن الى نفسه وظن انه في خير فيسقط وان كذبها تابع ووصل مرة اخرى هو صاعد سيرى نفسه نازل وهنا ماذا عليه ان يفعل ويجب ان يكذبها ايضا والفرق بين الصعود الاول والثاني انها اول مرة تريد ان تريك نفسك لتعجب بها اما في الثاني تريد ان تحبطك وتردك فإذا وصلت الى القمة تكون في مأمن .

أول ما تقابلك به النفس في البداية:

طبعا الانطلاق لا يكون لها شان دائما انطلاق المريد يكون بقلبه وروحه والنفس كالحارس الغافل لا تنتبه للمريد انه انتبه وسار الى الله فإذا انطلق المريد وبدأ يحاول تغيير حال النفس وطبايعها تنبهت النفس الى الخطر المحدق تعلن الحرب ما ان اعلن المريد الحرب عليها فعندما يحاول منعها من الشهوات والملذات فأول خطوة تبداها تعطيه الامل فتبدا تذكره بالأيام الجميلة والملذات وتقول له مازال هناك وقت طويل ومازلت شابا عيش حياتك تمتع بلذاتك والوقت مبكر للتوبة فإذا تركها وسار وتابع هنا يأتي دور المرآة تبدا تريه نفسه صغيرا مقصرا وانه مهما فعل لن يصلحها وانه لن يكون مثل الأولياء وكل عمل يقوم به وتصبح تحاول ادخال الياس على نفسه فإذا نجا تأتيه الان من مدخل صعب وهذه نقطه مهمة جدا فتبدا توسوس له بترك العمل خوفا من الرياء فتقول له صلي في بيتك لا تذهب الى المسجد الناس كلها تظنك شيخ وتظنك صالح تجعله يحلق لحيته يترك السنن بزعمها خوفا من الرياء فتكون قد حرمتك من العمل لذلك اذا حدثتك نفسك بترك امرا ما خشية الرياء فلا تطعها فإذا نجوت من هذا الامر تأتيك باصعب امر وهذا هو الخطر الزعاف والسم القاتل الذي يهوي بالمريد تأتيك الان من باب النساء والمال اكبر فتنة وخاصة في هذا الزمن لذلك في مرحلة النفس المطلوب منك العمل بهمة يجب ان لا تترك العمل وخاصة الذكر

ومن هنا نجد سيدي عبد القادر قسم النفس سبعة اقسام وهي ( الامارة -0 اللوامة - الملهمة - المطمئنة - الراضية - المرضية - الكاملة ) النفس لا يخمدها الا الجوع – الذكر هذان هما من يقتلها وجعل سيدي عبد القادر لكل نفس اذكارها وكلكم يعلم هذا الامر لا علاج للنفس الا بكثرة العبادة - العبادة بكل أنواعها والجوع

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين.