جديد الموقع
الشيخ أبو بكر القادري => سير مشايخ الطريقة ۞ أهم مشاكل التصوف المعاصر => مقالات في التصوف ۞ اختلاف الأمة المضحك المبكي => مقالات الشيخ القادري ۞ آداب المريدين => مؤلفات الشيخ القادري ۞ دعاء عظيم للحمل والذرية => فوائد ومجربات ۞ الصلاة الكبرى للجيلاني => مؤلفات الشيخ القادري ۞ الحرز الجامع والسيف المانع => مؤلفات الشيخ القادري ۞ درس تجربة => دروس ومحاضرات فيديو ۞ الوفاء لأهل العطاء => التعريف بشيوخ الطريقة ۞ تبصرة المسلمين وكفاية المحبين => مؤلفات الشيخ القادري ۞
الورد

أوراد الصلوات للإمام الجيلاني

الكاتب: الشيخ مخلف العلي القادري

تاريخ النشر: 11-06-2022 القراءة: 10066

وِرْدُ الصباح ويُسَمّى دعاء الابتهال

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)

وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)

إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)

قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (110) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً كَثِيراً، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11)

فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ إنِّي أَعوذُ بِكَ، وَأتَوَسَّلُ إِلَيْكَ، وَأتَوَجَّهُ إِلَيْكَ، وَأتَضَرَّعُ إِلَيْكَ، بأَسمائِكَ الْحُسْنَى، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ جَلَّ جَلالُهُ # الرَّحِيْمُ جَلَّ جَلالُهُ #الْمَلِكُ جَلَّ جَلالُهُ# الْقُدُّوسُ جَلَّ جَلالُهُ# السَّلام جَلَّ جَلالُهُ #الْمُؤْمِنُ جَلَّ جَلالُهُ #الْمُهَيْمِنُ جَلَّ جَلالُهُ #الْعـَزِيْـزُ جَلَّ جَلالُهُ #الْجبَّـارُ جَلَّ جَلالُهُ# الْمُتَكَبـِّرُ جَلَّ جَلالُهُ #الْخَـالِقُ جَلَّ جَلالُهُ# الْبَارِىءُ جَلَّ جَلالُهُ # الْمُصَـوِّرُ جَلَّ جَلالُهُ# الْغَفـَّارُ جَلَّ جَلالُهُ # الْقَهـَّارُ جَلَّ جَلالُهُ # الْوَهَّابُ جَلَّ جَلالُهُ #الرزَّاقُ جَلَّ جَلالُهُ # الْفتَّاحُ جَلَّ جَلالُهُ #الْعَلِيْمُ جَلَّ جَلالُهُ # القَابِضُ جَلَّ جَلالُهُ # الْبَاسِطُ جَلَّ جَلالُهُ# الْخَافِضُ جَلَّ جَلالُهُ # الرَّافِعُ جَلَّ جَلالُهُ # الْمُعِزُّ جَلَّ جَلالُهُ #الْمُذِلُّ جَلَّ جَلالُهُ # السَّمِيْع جَلَّ جَلالُهُ # الْبَصِيـْرُ جَلَّ جَلالُهُ # الْحَكَـمُ جَلَّ جَلالُهُ # الْعَـدْلُ جَلَّ جَلالُهُ # اللَّطِيْفُ جَلَّ جَلالُهُ # الْخَبِيْرُ جَلَّ جَلالُهُ# الْحَلِيْمُ جَلَّ جَلالُهُ # الْعَظِيْمُ جَلَّ جَلالُهُ # الْغَفُورُ جَلَّ جَلالُهُ # الشكُورُ جَلَّ جَلالُهُ # الْعَلِيُّ الْكَبِيْرُ جَلَّ جَلالُهُ # الْحَفِيْظُ جَلَّ جَلالُهُ # الْمُقِيْتُ جَلَّ جَلالُهُ # الْحَسـِيْبُ جَلَّ جَلالُهُ # الْجَلِيْلُ جَلَّ جَلالُهُ # الْكَرِيْمُ جَلَّ جَلالُهُ # الرَّقِيْبُ جَلَّ جَلالُهُ # الْمُجِيْبُ جَلَّ جَلالُهُ# الْوَاسِعُ جَلَّ جَلالُهُ # الْحَكِيْمُ جَلَّ جَلالُهُ # الْوَدُودُ جَلَّ جَلالُهُ # الْمَجِيـْدُ جَلَّ جَلالُهُ # الْبَاعِثُ جَلَّ جَلالُهُ # الشَّهِيْدُ جَلَّ جَلالُهُ # الْحَقُّ جَلَّ جَلالُهُ # الْوَكِيْلُ جَلَّ جَلالُهُ # الْقَوِيُّ جَلَّ جَلالُهُ # الْمَتِيْنُ جَلَّ جَلالُهُ # الْوَلِيُّ جَلَّ جَلالُهُ # الْحَمِيْدُ جَلَّ جَلالُهُ # الْمُحْصِي جَلَّ جَلالُهُ # الْمُبْدِئُ جَلَّ جَلالُهُ # الْمُعِيْدُ جَلَّ جَلالُهُ # الْمحيي جَلَّ جَلالُهُ # الْمُمِيْتُ جَلَّ جَلالُهُ # الْحَيُّ جَلَّ جَلالُهُ # الْقَيُّومُ جَلَّ جَلالُهُ # الْوَاجِدُ جَلَّ جَلالُهُ # الْمَاجِدُ جَلَّ جَلالُهُ # الْوَاحِدُ جَلَّ جَلالُهُ # الأَحَدُ جَلَّ جَلالُهُ # الصَّمَـدُ جَلَّ جَلالُهُ # الْقَادِرُ جَلَّ جَلالُهُ # الْمُقْتَدِرُ جَلَّ جَلالُهُ # الْمُقَدِّمُ # جَلَّ جَلالُهُ # الْمُؤَخِّرُ جَلَّ جَلالُهُ # الأَوَّلُ جَلَّ جَلالُهُ # الآخِرُ جَلَّ جَلالُهُ # الظَّاهِرُ جَلَّ جَلالُهُ # الْبَاطِنُ جَلَّ جَلالُهُ # الْوَالِي جَلَّ جَلالُهُ # الْمُتَعَالِ جَلَّ جَلالُهُ # الْبَرُّ جَلَّ جَلالُهُ # التَّوَّابُ جَلَّ جَلالُهُ # الْمُنْتَقِمُ جَلَّ جَلالُهُ # الْعَفُوُّ جَلَّ جَلالُهُ # الرَّؤُوفُ جَلَّ جَلالُهُ # مَالِكُ الْمُلْكِ جَلَّ جَلالُهُ #ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ جَلَّ جَلالُهُ #جَلَّ جَلالُهُ # الْمُقْسِطُ جَلَّ جَلالُهُ # الْجَامِعُ جَلَّ جَلالُهُ # الْغَنِيُّ جَلَّ جَلالُهُ # الْمُغْنِي جَلَّ جَلالُهُ# الْمَانِعُ جَلَّ جَلالُهُ # الضَّارُّ جَلَّ جَلالُهُ# النَّافِعُ جَلَّ جَلالُهُ # النُّورُ جَلَّ جَلالُهُ # الْهَادِي جَلَّ جَلالُهُ # الْبَدِيْعُ جَلَّ جَلالُهُ # الْبـَاقِي جَلَّ جَلالُهُ# الْوَارِثُ جَلَّ جَلالُهُ# الرَّشِيْدُ جَلَّ جَلالُهُ # الصَّبُورُ جَلَّ جَلالُهُ # هُوَ اللَّهُ الوَاحِدُ الأَحَدُ # الفَرْدُ الصَّمَدُ، # الَّذي لَمْ يَتَّخِذ صاحِبَةً وَلاَ وَلَداً # لم يَلِدْ وَلَمْ يولَدْ # ولم يَكُن لَهُ كُفُوَاً أَحَد # لَهُ الأسماءُ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتُ العُلا، وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ، آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ على إِبْرَاهِيمَ وَاسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ، رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ، آمَنّا باللهِ ومَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ وَاليومِ الآخِرِ وَالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ وحُلوِهِ ومُرِّهِ مِنَ اللهِ تعالى، ربَّنا آمَنّا بِكَ وبأَسمائِكَ وصِفاتِكَ، وَمَا أنتَ بِهِ مَوصوفٌ في عُلُوِّ ذاتِكَ كَما يَنبَغي لِجَلالِ وَجهِك، وَمَا أنتَ لهُ أهلٌ في عَظيمِ رُبوبِيَّتِك، وكَما هُوَ اللّائِقُ بِكَ في كَمالِ أُلوهِيَّتِك، آمَنّا بِكَ وبِكُتُبِكَ ورُسُلِكَ وبِمُحَمَّدٍ صلى الله علىهِ وآله وسلم عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وبِما جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِكَ، وَعلى مُرادِكَ ومُرادِ رُسُلِكَ، وكَما تُحِبُّ وتَرضَى، وَعلى مَا هُوَ في عِلمِكَ الأعلى؛ يَا عالِمَ السِّرِّ وَأخفى، يَا قيّومَ الأرضِ وَالسّماء. اللَّهُمَّ إنّا عاجِزونَ، قاصِرون، بُرآءُ إِلَيْكَ مِنَ الزَّيغِ وَالزَّلَل، مُطيعونَ لِمَا أَمْرْتَ بِهِ مِنْ قَولٍ وَفِعلٍ وَعَمَل، فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. اللَّهُمَّ فأَحْيِنا على ذلك، وَأمِتْنا على ذلك، وَابعَثنا على ذلك، وَاهدِنا لِحقائِق ذَلك، يا رَبّ العالمين، يَا مَنْ هُوَ الأوَّلُ قبلَ كُلّ شَيْءٍ وَالآخِرُ بَعدَ كُلّ شَيْءٍ، وَالظّاهِرُ فوقَ كُلّ شَيْءٍ وَالباطِنُ دونَ كُلّ شَيْءٍ، وَالقاهِرُ فوقَ كُلّ شَيْءٍ، يَا نُورَ الأَنْوَارِ، يَا عالِمَ الأَسْرار، يَا مُدَبِّر اللَّيلِ وَالنَّهار، يَا مَلِكُ يَا عَزيزُ يَا قَهّار، يَا رَحيمُ يَا وَدودُ يَا غَفّار، يَا عَلّامَ الغُيوب، يَا مُقَلِّبَ القُلوب، يَا سَتّارَ العُيُوب، يَا غَفّارَ الذُّنُوب. اللَّهُمَّ صَلِّ على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عبدِكَ ورسولِكَ، السَّيِّد الكامِل، الْفَاتِحِ الخاتِمِ، نورِك الْمُبين، وَرَسُولِكَ الصّادِقِ الأمين، اللَّهُمَّ وَآتِهِ الفَضيلَةَ وَالوَسيلَةَ وَالشَّفاعة، وَابعَثهُ المقامَ المحمودَ الذي وعدتَهُ، الشَّفيعِ المرتَضى، وَالرَّسولِ المجتبى، اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ، وَعلى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ على إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ اللَّهُمَّ بَارِكْ على مُحَمَّدٍ وَعلى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ على إِبْرَاهِيمَ وَعلى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، عَدد خَلقِكَ وَرِضاءَ نَفْسِكَ، وزِنَةَ عَرشِكَ، ومِدادَ كَلِمَاتِكَ، وَعلى آلِهِ وَصَحْبِه أَجْمَعِينَ وسَلِّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى، وصِفاتِك العُلْيَا، وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ، وبِكتُبِك المنزَّلة، وبكتابِك العَزيز، وبِسَيِّدِنَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبدِكَ وَرَسُولِكَ؛ يَا رَبّ، الأَرْبَابِ، يَا مُنَزِّل الْكِتابِ، يَا سَرِيعَ الْحِسَابِ، يَا مَنْ إِذَا دُعِيَ أَجَابَ، يَا رَحيمُ يَا رَحْمَنُ، يَا قَرِيْبُ يَا مُجِيبُ، يَا حَنَّانُ يَا مَنّان، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ؛ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى؛ ونَعُوْذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ. اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، لكَ الْحَمْدُ وَأَنْتَ الْمُسْتَعانُ، وَعَلَيْكَ التُّكْلانُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِك. اللَّهُمَّ إنِّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله علىهِ وآله وسلم ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُك وَنَبِيُّك مُحَمَّد صلى الله علىهِ وآله وسلم . (اللَّهُمَّ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي خَلَقْتَنِي وَأنَا عَبْدُكَ، وَعلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بنعْمَتِكَ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذُنُوبِي، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، يَا غَفُور، (أربعاً)). اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صُحْبَةَ الْخَوْفِ، وَغَلَبَةَ الشَّوقِ، وَثابِتَ العِلْم، ودَوَامَ الفِكْر؛ ونَسْأَلُكَ بِسِرِّ الأَسْرَارِ المانِعِ مِنَ الأضْرَارِ، حَتَّى لا يكونَ لنا مَعَ الذُنوبِ وَالعُيوبِ قَرار؛ وثَبِّتنا وَاهْدِنا لِلْعِلمِ وَالعَمَل، وزَيِّنا بهذهِ الكَلماتِ التي بَسَطْتَها على لِسانِ رَسولِكَ مُحَمَّد صلى الله علىهِ وآله وسلم وَابْتَلَيْتَ بِهِنَّ إبْرَاهِيمَ خَلِيلكَ عَلَيْهِ السَّلام، فأَتِمَّهُنَّ فَقُلتَ: إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامَاً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ، فَاجْعَلْنا مِنَ الْمُحْسِنِين مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَنُوح؛ وَاسْلُكِ اللَّهُمَّ بِنا سَبيلَ الأَئِمَّةِ الْمُتَّقين، بِسْمِ اللهِ، وَمِنْ اللهِ، وَإِلَى اللهِ، وَعلى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ، حَسْبِيَ الله، آمَنْتُ بِاللهِ، رَضِيْتُ بِاللهِ، تَوَكَّلتُ على اللهِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ؛ يَا عَلِيُّ، يَا عَظيمُ، يَا حَليمُ، يَا عَليمُ، يَا سَميعُ، يَا بَصيرُ، يَا مُؤَيِّدُ، يَا قَديرُ، يَا حَيُّ، يَا قَيّومُ، يَا رَحْمَنُ، يَا رَحِيمُ، يَا مَنْ هُوَ هُوَ هُوَ، يَا هُوَ، يَا أوَّلُ يَا آخِرُ، يَا ظاهِرُ يَا باطِنُ، تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ. اللَّهُمَّ اهْدِنا بِنُورِكَ إِلَيْكَ، وَأقِمْنا بِصِدْقِ العُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ ألسِنَتَنا رَطْبَةً بِذِكْرِك، ونُفُوسَنا مُطيعةً لأَمْرِك، وَقُلوبَنا مَملوءَةً بِمَعرِفَتِك، وَأروَاحَنا مُكَرَّمَةً بِمُشاهَدَتِك، وَأسرارَنا مُنَعَّمَةً بِقُربِك، وَارْزُقنا زُهداً في دُنْيَاكَ، ومَزيداً لَديك، إنَّكَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِير؛ يَا مَنْ لا يَسكُنُ قَلبٌ إلَّا بِقُربِهِ وقَرارِه، وَلاَ يَحيَا عَبدٌ إلَّا بِلُطفِهِ وَإِبرارِه، وَلاَ يَبقى وُجُودٌ إلَّا بِإِمْدَادِهِ وَإِظْهَارِه؛ يَا مَنْ آنَسَ عِبادَهُ الأَبْرَار، وَأَوْلِياءَهُ المُقَرَّبينَ الأخيارَ بِمُناجاتِه وَأَسرارِه؛ يَا مَنْ أماتَ وَأحْيَا، وَأَقْصَى وَأَدْنَى، وَأَسْعَدَ وَأَشْقَى، وَأَضَلَّ وهَدَى، وَأَفقَرَ وَأَغْنَى، وَأَبْلَى وَعَافَى، وقَدَّرَ وقَضَى، كُلٌّ بِعظيمِ لُطفِكَ تَدبيرُهُ وَسَابِقٌ إقدارُه؛ رَبِّ أيُّ بابٍ أَقْصِدُ غَيْرَ بابِك، وَأَيُّ جَنابٍ أتَوَجَّهُ غَيرَ جَنابِكَ، أنْتَ العَلِيُّ العَظِيمُ، وَلاَ حَولَ وَلاَ قُوَّةَ لَنا إلَّا بِكَ؛ رَبِّ إِلَى مَنْ أَقصِدُ وَأَنْتَ الرَبُّ المَقصود، وَإِلَى مَنْ أتَوَجَّهُ وَأَنْتَ الْحَقُّ المعبود؛ وَمَنْ ذا الّذي يُعطِيني وَأَنْتَ صَاحِبُ الكَرَمِ وَالْجُود؛ رَبِّ حَقيقٌ عَلَيَّ ألَّا أَشْتَكِي إلَّا إِلَيْكَ، وَلازِمٌ عَلَيَّ أنْ لا أَتَوَكَّلَ إلَّا عَلَيكَ؛ يَا مَنْ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون، يَا مَنْ إليهِ يَلجَأُ الخائِفُون، يَا مَنْ بِكَرَمِهِ وجَميلِ عَوَائِدِهِ يَتَعَلَّقُ الرَّاجُون، يَا مَنْ بِسُلطانِ قَهرِهِ وعَظيمِ رَحمَتِهِ وبِرِّهِ يَستَغيثُ الْمُضطَرّون، يَا مَنْ لِوَاسِعِ عَطائِهِ وجَميلِ فَضلِهِ ونَعمائِهِ تُبسَطُ الأَيْدي ويَسألُهُ السَّائِلُون؛ رَبِّ اجْعَلْنِي مِمَّن تَوَكَّلَ عَليكَ، وَأمِّنْ خَوفي إذا وَصَلتُ إِلَيْكَ، وَلاَ تُخَيِّبْ رَجَائي إذا صِرتُ بَيْنَ يَدَيْك؛ يَا قَريبُ يَا مُجيبُ يَا سَميع. اللَّهُمَّ إنَّا ضالّونَ فَاهْدِنا، وَإنَّا فُقَراءُ فأَغنِنا، وَإنَّا ضُعَفاءُ فَقَوِّنا، وَإنَّا مُذْنِبُونَ فَاغْفِرْ لَنا؛ يَا نُورُ يَا هَادِي يَا غَنِيُّ يَا قَوِيّ، يَا غَفُورُ يَا رَحِيمُ؛ اللَّهُمَّ بِرُوْحٍ مِن عِندِكَ أيِّدنا، وَمِنْ عِلمِكَ الْمَكنونِ عَلِّمْنا، وَعلى دِينِكَ الَّذي ارتَضَيتَهُ ثَبِّتنا، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ سَبَقَتْ لَهُم مِنكَ الْحُسنى وزِيادَة. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ في الدُّنْيَا طاعَتَكَ وَالفِرارَ عَنْ معصِيَتِك، وفي الآخِرَة جنَّتَكَ ورُؤيَتَكَ وَ السَّلامةَ مِن عُقوبَتِك. اللَّهُمَّ أحيِنا مُؤمِنينَ طائعين، وتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ تَائِبِين، وَاجْعَلنا عِندَ السُّؤالِ ثابِتين، وَاجعَلنا مِمَّن يَأخُذُ الكِتابَ بِاليَمين، وَاجعَلنا يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ آمِنين، وثَبِّت أقدامَنا على الصِّراطِ الْمُستَقيم، وَأدخِلنا بِرَحمَتِكَ وكَرَمِكَ في جَنّاتِ النَّعيم، ونَجِّنا بِعَفوِكَ وحِلمِكَ مِنَ العَذابِ الأَليم؛ يَا بَرُّ يَا رَحيمُ يَا حَليمُ يَا كَريم، اللَّهُمَّ إنّا أصبَحنا لا نَملِكُ لأنفُسِنا دفعاً وَلاَ رَفعاً وَلاَ ضَرَّاً وَلاَ نَفعاً، إِنَّا فُقَراءُ لا شَيْءَ لَنَا، ضُعَفاءُ لا قُوَّةَ لَنَا، وَأصْبَحَ الخيرُ كلُّه بِيَدَيْكَ، وَأَمْرُ كُلّ شَيْءٍ رَاجِعٌ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِمَا بهِ أمَرْتَنا، وَأَعِنَّا على مَا بهِ كَلَّفتَنا، وَأغْنِنَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ بِفَضْلِكَ وَرَحمَتِك، وَاجْبُرْ كَسْرَنا وَمَا فَاتَ مِنَّا بِعِنَايَتِكَ وكَرَمِكَ، وَأَيِّدْنَا بالتَّوجُّهِ إِلَيْكَ بِحَولِكَ وَقوَّتِكَ؛ يَا مَلِكُ يَا قَدِيرُ، يَا سَمِيعُ يَا بَصِير. اللَّهُمَّ مَا قَصُرَ عنهُ رَأيُنا وَلَم تبْلُغْهُ مَسْأَلَتُنا مِنْ خَيرٍ وَعَدْتَهُ أَحَدَاً مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ خَيْرٍ أَنْتَ مُعْطِيهِ أَحَداً مِنْ عِبَادِكَ، فإِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِيهِ وَنَسْأَلُكَهُ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين. اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُوْ ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي على النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَيَّ فَلَا أُبَالِي، ولَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ أَنْ يَحِلَّ عَلَيَّ غَضَبُكَ أَوْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطُك لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوّةَ لَنا إلّا بِكَ. رَبِّ إنّي أَشكو إِلَيْكَ تَلَوُّنَ أَحْوَالِي، وتَوَقُّفَ سُؤالي، يَا مَنْ تَعَلَّقَتْ بِلُطْفِ كَرَمِهِ، وجَميلِ عَوَائِدِهِ آمالي، يَا مَنْ لا يَخفى عَلَيْهِ خَفِيُّ حالي، يَا مَنْ يَعلَمُ عاقِبَةَ أَمْرِي ومَآلي. رَبِّ إنَّ ناصِيَتي بِيَدَيْك، وَأُمُوري كُلّها راجِعَةٌ إِلَيْكَ، وَأَحْوَالي لا تَخفى عَلَيْكَ، وَهُمُومِي وَأحْزَانِي مَعْلُومَةٌ لَدَيْكَ، قَد جَلَّ مُصَابي وعَظُمَ اكْتِئَابي، وَانْصَرَمَ شَبَابي، وتَكَدَّرَ عَلَيَّ صَفْوُ شَرَابي، وَاجتَمَعَتْ عَلَيَّ هُمُومي وَأَوْصَابي، وَتَأَخَّرَ عَنِّي تَعجيلُ مَطلَبي وتَنجيزُ إعتابي وعِتابي، يَا مَنْ إليهِ مَرجِعي ومَآبي، يَا مَنْ يسمَعُ ويَعلَمُ هَوَاجِسَ سِرّي وعَلانِيَةَ خِطابي، ويَعلَمُ ماهِيَّةَ أَمَلِي وَحَقيقةَ مَا بِي. إِلَهِي قَد عَجَزَت قُدرَتي، وقَلَّتْ حِيلَتي، وضَعُفَتْ قُوَّتي، وتاهَتْ فِكرَتي، وَأَشكَلَتْ قَضِيَّتي، وَسَاءَتْ حالَتي، وبَعُدَت أُمنِيَتي، وعَظُمَت حَسْرَتي، وَتَصَاعَدَتْ زَفرَتي، وَاتَّضَحَ مَكنُونُ سَريرَتي، وَسَالَتْ عَبْرَتي، وَأَنْتَ مَلْجَئِي ووَسيلَتي، وَإِلَيْكَ أرفَعُ بَثّي وَحُزْني وشِكايَتي، وَأَرْجُوكَ لِدَفعِ مُلِمَّتي، يَا مَنْ يعلَمُ سَرِّي وعَلانِيَّتي. إِلَهِي بابُكَ مَفُتُوح للسّائِل، وفَضلُكَ مَبذولٌ للنائِل، وَإلَيْكَ مُنتَهى الشَّكوى وغايَة المسائِل؛ إِلَهِي اِرحَم دَمعِيَ السَّائلَ وجِسمِيَ الناحِل، وحالِيَ الحائِل، وَشَبابِيَ المائِل، يَا مَنْ إليهِ أرفَعُ الشَّكوى، يَا عالِمَ السِّرِّ وَالنَّجوى، يَا مَنْ يَسمعُ ويَرى، ويَا مَنْ هُوَ بِالمنظَرِ الأَعلى، يَا رَبَّ الأرضِ وَالسَّماء، يَا مَنْ لَهُ الأسْماءُ الْحُسْنَى، يَا مَنْ لهُ الدَّوَام وَالبَقا، يَا رَبِّ عبدُكَ قَد ضاقَتْ بِهِ الأَسْبابُ، وغُلِّقَت دونَهُ الأبوَابُ، وتَعَذَّرَ عَلَيْهِ سُلوكُ طَريقِ أهلِ الصَّوَاب، وزادَ بهِ الْهَمُّ وَالغَمُّ وَالاِكتِئاب، وَانقَضى عُمُرَهُ ولمَ يُفتَح لَهُ إِلَى فَسيحِ تِلكَ الْحَضَرات ومَناهِلِ الصَّفوِ وَالراحاتِ باب، وَانصَرَمَت أيامُّهُ وَالنَّفْسُ راتِعَةٌ في مَيادينِ الغَفلَةِ ودُنى الاِكتِساب، وَأَنْتَ الْمَرجُوُّ لكَشفِ هَذا الْمُصاب، يَا مَنْ إذا دُعِيَ أَجاب، يَا سَريعَ الحِساب، يَا رَبَّ الأَرباب، يَا عظيمَ الْجَناب، يَا كريمُ يَا وَهّاب. رَبِّ لا تَحجُب دَعوَتي، وَلاَ تَرُدَّ مَسأَلَتي، وَلاَ تَدَعْنِي بِحَسرَتي، وَلاَ تَكِلني إِلَى حَولي وقُوَّتي، وَارحَم عَجزي وفاقَتي، فقَد ضاقَ صَدري، وتاهَ فِكري وتَحَيَّرتُ في أَمْرِي، وَأَنْتَ الْعَالِمُ بِسِرّي وجَهري، المالِكُ لنَفعي وضُرّي، القادِرُ على تَفريجِ كَرْبي وتَيسيرِ عُسري؛ رَبّي اِرحَم مَن عَظُمَ مَرَضُهُ، وعَزَّ شِفاؤه، وكَثُرَ داؤهُ وقَلَّ دَوَاؤه، وضَعُفَت حيلَتُه، وقَوِيَ بَلاؤه، وَأَنْتَ مَلجَؤُهُ ورَجاؤه، وعَونُهُ وشِفاؤه، يَا مَنْ غَمَرَ العِبادَ فَضلُهُ وعَطاؤه، ووَسِعَ البَرِيَّةَ جودُهُ ونَعماؤه، ها أنا عَبدُكُ مُحتاجٌ إِلَى ما عِندِك، فَقيرٌ أنتَظِرُ جودَكَ ورِفدَك، مُذنِبٌ أسأَلُكَ مِنكَ العَفوَ وَالغُفران، خائِفٌ أطلُبُ مِنكَ الصَّفحَ وَالأمان، مُسيءٌ عاصٍ فَعَسى توبَةً تَمحُوَ ظُلمَ الإِسَاءَةِ وَالعِصْيَانِ، سَائِلٌ باسِطٌ يَدَيهِ بالْفَاقَةِ الكُلِّيَّةِ يطلُبُ منكَ الجودَ وَالإحسان، مَسجونٌ مُقَيَّدٌ فَعسى يُفَكُّ قيدُه، ويُطلَقُ مِن سِجنِ حِجابِهِ إِلَى فَسيحِ حَضراتِ الشُّهُودِ وَالأَعيان، جائِعٌ عارٍ فَعسى يُطعَمُ مِن شرابِ التَّقريب، ويُكسَى مِن حُلَلِ الإيمان، ظَمآنُ، ظَمآنُ، وَأَيُّ ظَمآنٍ، يَتَأَجَّجُ في أحشائهِ لَهيبُ النيران، فَعسى أن تَبرُدَ عنهُ نيرانُ الكُرَب، ويُسقى مِن شرابِ الْحُب، ويَكرَعَ مِن كاساتِ القُرب، ويَذهَبَ عنهُ البُؤسُ وَالآلامُ وَالأَسقامُ وَالأَحزان، ويَنعَمَ مِن بعدِ بُؤسِهِ وأَلَمِه، ويَشفى مِن مَرَضِهِ وسَقَمِه، حَتَّى يَزولَ ما بهِ كانَ ما كان، وها أنا عَبدٌ ناءٍ غَريبٌ مُصاب، قد بَعُدَ عَنِ الأهلِ وَالأَوطان، فعسى يَزولُ عنهُ هذا التَّعبُ وَالشّقا، ويَعودُ لَهُ القُربُ وَاللقا، ويَتَراءى لهُ السِّلَعُ وَالنَّقا، ويَلوحُ لهُ الإثلُ وَالبَانُ، ويَنالُهُ اللُّطْفُ وَالإحسان، وتَحِلُّ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ وَالرِضوَان؛ يَا عَظيمُ يَا مَنّانُ يَا كَريمُ يَا رَحمن، يَا صاحِبَ الجودِ وَالإِحْسَانِ، وَالرَّحْمَةِ وَالغُفران، يَا اللَّهُ يَا رَبُّ، يَا اللَّهُ يَا رَبُّ، يَا اللَّهُ يَا ربّ، اِرحَم مَن ضاقَت عَلَيْهِ الأَكوَان، ولم تُؤنِسْهُ الثَّقَلان، وقَد أصْبَحَ وَأمْسَى مُوْلَهاً حَيْرَان، وَأضْحَى غَريباً ولَو كانَ بَيْنَ الأهلِ وَالأَوطان، مُنزَعِجاً لا يَأويهِ مَكان، قَلِقاً لا يُلهيهِ عَنْ بَثِّهِ وحُزنِهِ تَغَيُّرُ الأزمان، مُستَوحِشاً لا يأنَسُ قلبُهُ بإنْسٍ وَلاَ جَانٍّ؛ رَبّي هَل في الوُجودِ رَبٌّ سِوَاكَ فيُدعَى؟! أم هَل في المملَكَةِ إلهٌ غَيرُكَ فيُرجَى؟! أم هَل كَريمٌ غَيرُكَ فيُطلَبُ مِنهُ العَطا؟! أمْ هَل ثَمَّ جَوَّادٌ سِوَاكَ فيُسأَلُ منهُ الفَضلُ وَالنُّعما؟! أم هَل حاكِمٌ غَيرُكَ فتُرفَعُ إليهِ الشَّكوى؟! ثُمَّ مَن يُحالُ العبدُ الفَقيرُ عَلَيْهِ؟ أم هَل ثَمَّ مَن تُبسَطُ الأَكُفُّ وتُرفَعُ الحاجاتُ إليه؟ فَلَيسَ إلّا كَرَمُكَ وجودُكَ، يَا مَنْ لا مَلجَأَ مِنهُ إلّا إليه، يَا مَنْ يُجيرُ وَلاَ يُجار عَلَيْهِ، أهَهُنا كريمٌ غَيرُكَ فَيُرجى؟! أم مَن سِوَاكَ جَوَّادٌ فَيُسأَل مِنهُ العَطا؟ رَبِّ قَد جَفاني الْحَبيب، ومَلَّني الطَّبيب، وشَمِتَ بِيَ العَدُوُّ والقَرِيْب، وَاشتَدَّ بِيَ الكَربُ وَالنَّحيب، وَأَنْتَ الوَدودُ القَرِيْب، الرَّؤوفُ الْمُجيب؛ رَبِّ إِلَى مَنْ أَشكُوَ حالَتي وَأَنْتَ العَليمُ القادر؟! أم بِمَن أستَنصِرُ وَأَنْتَ الوَلِيُّ النَّاصِر؟! أم بِمَن أستَغيثُ وَأَنْتَ الوَلِيُّ النَّاظِر؟! أم إِلَى مَن أَلتَجِئُ وَأَنْتَ الكَريمُ السَّاتِر؟! أم مَنْ ذَا الّذي يَجبرُ كَسري وَأَنْتَ للقُلوبِ جابِر؟! أم مَنْ ذَا الّذي يَغفِرُ عَظيمَ ذَنبي وَأَنْتَ الرَّحيمُ الغافِر؟! يَا عالِماً بِما في السَّرائر، يَا مَنْ هُوَ الْمُطَّلِعُ على مَكنونِ الضَّمائر، يَا مَنْ هُوَ فوقَ عِبادِهِ قاهِر، يَا مَنْ هُوَ الأوَّل قبلَ كُلّ شَيْءٍ وَالآخِرُ بعدَ كُلّ شَيْءٍ، أَسْألُكَ يَا رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ بِقُدرَتِكَ على كُلّ شَيْءٍ، اغفِر لي كُلّ شَيْءٍ حَتَّى لا تَسأَلني عَنْ شَيْء، يَا مَنْ بِيَدِهِ مَلكوتُ كُلِّ شَيْءٍ، يَا مَنْ لا يَضُرُّهُ شَيْء، وَلاَ ينفَعُهُ شَيْء، وَلاَ يَغلِبُهُ شَيْءٌ، وَلاَ يعزُبُ عنهُ شَيْء، وَلاَ يَؤُدُهُ شَيْءٌ، وَلاَ يَستَعينُ بِشَيْء، وَلاَ يُشغِلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيءٍ، وَلاَ يُشْبِهُهُ شَيْءٌ، وَلاَ يُعجِزُه شَيْءٌ، يَا مَنْ هُوَ آخذٌ بناصِيَةِ كُلِّ شَيْءٍ، وبيدِهِ مَقاليدُ كُلّ شَيْءٍ، اِصرِف عَنّي ضُرَّ كُلّ شَيْءٍ، وسَهِّل لي كُلَّ شَيْءٍ، وبارِك لي بِكُلِّ شَيْءٍ، وَلاَ تُحاسِبني بِكُلّ شَيْءٍ، وَلاَ تُؤاخِذني بِكُلّ شَيْءٍ، ويَسِّر لي كُلّ شَيْءٍ، وهَب لي كُلّ شَيْءٍ، وأعطِني خيرَ كُلِّ شَيْءٍ، وَاكفِني شَرَّ كُلّ شَيْءٍ، يَـا أوَّلَ كُلّ شَيْءٍ، ويَا آخِرَ كُلّ شَيْءٍ، ويَا ظاهِرَ كُلّ شَيْءٍ، ويَا باطِنَ كُلّ شَيْءٍ، وفوقَ كُلّ شَيْءٍ، ومُحصِي كُلّ شَيْءٍ، ومُبدِئَ كُلّ شَيْءٍ، ومُعيد كُلّ شَيْءٍ، وعَليماً بِكُلّ شَيْءٍ، ومُحيطاً بِكُلّ شَيْءٍ، وبَصيراً بكُلّ شَيْءٍ، وشَهيداً على كُلّ شَيْءٍ، ورَقيباً على كُلّ شَيْءٍ، ولَطيفاً بِكُلّ شَيْءٍ، وخَبيراً بكُلّ شَيْءٍ، ووَارِثَ كُلّ شَيْءٍ، وقائماً على كُلّ شَيْءٍ، يَا مَنْ بيدِه مَلكوتُ كُلّ شَيْءٍ، اِغفِر لي كُلّ شَيْءٍ، إنَّك على كُلّ شَيْءٍ قَدير. اللَّهُمَّ إنَّكَ آمِنٌ مِن كُلّ شَيْءٍ، وكُلّ شَيْءٍ خائِفٌ مِنك، فبِأمنِكَ مِن كُلّ شَيْءٍ وخوفِ كُلِّ شَيْءٍ منك، اغفِر لي كُلّ شَيْءٍ حَتَّى لا تَسْأَلني عَنْ شَيْءٍ؛ يَا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكوتُ كُلّ شَيْءٍ إنَّكَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ يَا رجاءَ الْمُؤْمِنِيْنَ لا تُخَيِّبْ رَجاءَنا، ويَا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ أَغِثْنا، وَيَا عَوْنَ الْمُؤْمِنِيْنَ أَعِنّا، وَيَا حَبيبَ التَّوَّابينَ تُبْ عَلَيْنا وعلى عِبادِك الْمُسلِمينَ أَجمَعين، بِجَاهِ سَيِّد الْمُرْسَلِيْنَ وخاتَمِ النَّبِيينَ الْمُصطَفى الأَمين، حَبيبِ رَبِّ العالمَين، آمين، اللَّهُمَّ آمينَ يَا رَبَّ العالمين، إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وبارِك على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ أَجْمَعِين، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ على الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

وِرْدُ الإِشْرَاقِ يُقْرَأُ عِنْدَ الإِشْرَاقِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَشْرَقَ نورُ اللهِ، وظَهَرَ كَلامُ اللهِ، وَثَبَتَ أَمْرُ اللهِ، ونَفَذَ حُكْمُ اللهِ، وتَوَكَّلْتُ على اللهِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلَا بِاللهِ، تَحَصَّنْتُ بِخَفِيِّ لُطْفِ اللهِ، وبِلُطْفِ صُنْعِ اللهِ، وَبِجَميلِ سَتْرِ اللهِ، وَبَعَظِيمِ ذِكْرِ اللهِ، وَبِقُوَّةِ سُلْطانِ اللهِ، دَخَلْتُ في كَنَفِ اللهِ، وَاسْتَجَرْتُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم . تَبَرَّأْتُ مِنْ حَوْلي وَقُوَّتي، وَاسْتَعَنْتُ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْني، وَاحْفَظْني في ديني ودُنْيايَ، وَأهْليَ، وَماليَ، وَوَلَدي، وَأصْحابي، وَأحْبابي، بِسَتْرِكَ الَّذي سَتَرْتَ بِهِ ذاتَكَ، فَلا عَيْنٌ تَراكَ، وَلاَ يَدٌ تَصِلُ إِلَيْكَ. يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ احْجُبْنِيَ عَنِ القَوْمِ الظَّالِمين، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ احْجُبْنِيَ عَنِ القَوْمِ الظَّالِمين، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ احْجُبْنِيَ عَنِ القَوْمِ الظَّالِمين، بِقُدْرَتِكَ يَا قَوِيُّ يَا مَتينُ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ بِكَ نَسْتَعينُ. اللَّهُمَّ يَا سَابِقَ الْفوْت، يَا سَامِعَ الصَّوْتِ، وَيَا كَاسِيَ العِظامَ لَحْماً بَعْدَ الْمَوْتِ، أَغِثْنِي وَأَجِرْنِي مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيم.

الحزب السِّريانِي وِيقرأ بعد صلاة الظُّهر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّم، اللَّهُمَّ إنَّهُ ليسَ في الرِّياحِ مَرَّةٌ، وَلاَ في السَّحابِ قَطرَةٌ، وَلاَ في البَرقِ لَمعَةٌ، وَلاَ في الرُّعودِ زَجرَةٌ، وَلاَ في العَرْشِ وَالكُرْسِيِّ شَيْء، وَلاَ في الْمُلْكِ آيَةٌ، إلاَّ وهِيَ لَكَ، وَأنَّها شَهِدَت بأَنَّكَ أنتَ اللَّهُ لاَ إلهَ إلَّا أنْتَ، رَبُّ الأرَضينَ وَالسَّموَات، كاشِفُ الكُرُوْبِ، عَلّامُ الغُيوب، ومُخرِجُ الْحُبوب، ومُسَخِّرُ القُلوب لِمَن كانَ مَهجُوراً حَتَّى يَعودَ مَحبوباً، بِهُبوبٍ هُبوبٍ، بلُطْفِ خَفِيِّ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا الله، بِصَعْصَعٍ صَعْصَعٍ، وَالبَهاءِ وَالنُّورِ التَّامِّ، بِسَهْسَهُوبٍ سَهسَهُوبٍ ذِي الْعِزِّ الشَّامِخ، بِطَهْطَهُوبٍ لَهُوبٍ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا الله، حَم حَم، كَهُوْبٍ كَهُوْبٍ الّذي سَخَّرَ كُلَّ شَيْءٍ، يَا اللَّهُ يا اللَّهُ يا الله، إلّا مَا سَخَّرتَ لي قُلُوبَ عِبَادِكَ أَجمَعينَ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ، وَاجلِب خَوَاطِرَهُم، يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا الله، اللَّهُمَّ إنّي عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِك، جَمِيعُ الْخَلقِ مَقهُورُون بِقُدرَتِك، وَنَوَاصِيهِمْ بِيَدِكَ، وقُلوبُهُمْ في قَبضَتِكَ، ومَفاتِحُهُمْ عِندَكَ لا تَتَحَرَّكُ ذَرَّةٌ إلّا بِإِذْنِكَ، لَيْسَ مَعَكَ مُدَبِّرٌ في الْخَلْق، وَلاَ شَريك لكَ في الْمُلْكِ، يَا إلَهَ الأَوَّلينَ وَالآخِرِينَ، رَبَّ إبْراهيمَ وَإسْماعِيلَ وجِبرائيلَ ومِيْكَائِيْلَ، تَوَسَّلتُ إِلَيْكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ، وبِوَجهِكَ الكَريم، وبِدِينِكَ القَوِيم، وَبِصِراطِكَ الْمُسْتَقِيم، وَبِالسَّبْعِ الْمَثَانِيَ وَالقُرآنِ العَظِيم، وَبِأَلْفِ أَلْفِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، وبِبَيتِكَ الْحَرام، وَبِاسْمِكَ العَظِيمِ الأَعظمِ، القَدِيمِ الأَكْرمِ الْمُكَرَّمِ الّذي أخفَيتهُ في كِتَابِكَ العَزيز، الذي أنارَت بِهِ الظُلُمات، وقامَت بِهِ السَّموَات، وخَضَعَت بِهِ الأَقدامُ وَالأَفلاك، وذَلَّت بِهِ الأَرَضون، وَانخَمَدَت بِهِ الشَّياطين، وَانفَتَحَت بِهِ الأَقفال، وتَصَدَّعَت مِن خَشيَتِهِ الجِبال، ولانَت بِهِ الصُخور، وهانَتْ بِهِ صِعَابُ الأُمُور، وذَلَّ مِن خَشيَتِهِ كُلُّ ذِي رُوْح، وَسَلِمَتْ بِهِ سَفِينَةُ نُوْح، وتَكَلَّمَتْ بِهِ الْمَوْتَى لِعِيسَى بنِ مَرْيمَ عَلَيْهِ السَّلام، وَسَخَّرْتَ بِهِ العرَبَ وَالعَجَمَ لِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلَّم، وَأَجَبْتَ بِهِ الدُّعَاء، وَأنقَذْتَ بِهِ الغَرْقى، وَأنْجَيْتَ بِهِ الهَلْكى، وَأخرَسْتَ بِهِ الأَلسُن، وبِهِ تُعِزُّ مَن تَشاءُ وتُذِلُّ مَن تَشاءُ؛ تَوَسَّلتُ إِلَيْكَ يَا حَيُّ يَا قَيّوم، يَا قائِماً على كُلِّ نَفسٍ بِما كَسَبَتْ، وَأَسْأَلُكَ أنْ تُسَخِّرَ لي قُلُوبَ عِبادِكَ أَجمَعين، كَمَا سَخَّرتَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ لِعَرْشِك، وَكَما سَخَّرتَ الطَّيْرَ في جَوِّ السَّماء، وكَما سَخَّرتَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجري لأَجَلٍ مُسَمّى، وكَما سَخَّرتَ البَحرَ لسَيِّدِنَا موسى بنِ عِمرانَ عَلَيْهِ السَّلام، اللَّهُمَّ إنَّهُم بأمْرِكَ أَمَرْتَهُم، وَبِدَعوَتِكَ اسْتَجلَبْتَهُم، وَبِحِكمَتِكَ لَقَّنْتَهُم، وبأسْمَائِكَ الْحُسْنَى كُلِّها مَا عَلِمنا مِنها وَمَا لم نَعلَمِ اسْتَجلَبْتَهُم لِرُوحِي ، إنْ رَأَوْنِي جَاءُونِي، وَإنْ دَعوتُهُمُ أَجابُوني، وإنْ كُنْتُ مَعَهُمُ أَحَبُّوني، وإنْ غِبتُ عَنهُمُ اِشتاقوني، لا يَعصونَ أَمْرِي، وَلاَ يَنظُرونَ في مَجلِسٍ غَيْري، بإذنِكَ يَا حَيُّ يَا قَيّوم، يَا مَنْ لَهُ الْخَلقُ وَالأَمر، يَا مَنْ إلَيْهِ تَصيرُ الأُمور، يَا مَنْ أَمْرُهُ بَيْنَ الكافِ وَالنون، يَا مَنْ لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً وَلاَ وَلَداً، يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا ألله، يَا رَحْمَنُ، يَا رَحِيْمُ، لا إلهَ إلَّا أنت، مَيِّل لي قُلوبهم، يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا ألله، يَا رَحمنُ يَا رَحيم، هَيِّج عَلَيَّ مَحَبَّةَ روحانِيَّتَهُم بالْمَحَبَّةِ الدائِمَةِ على الدَّوَام، بِدوَامِ اللَّيلِ وَالنَّهار، إنَّكَ أنتَ العَزيزُ الْجَبّار؛ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ، إِلَيْهِ الْمَصِيرُ، وَهُوَ على جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ، وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً على سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ، يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبَّاً لِلَّهِ؛ بِخَفِيِّ لُطفِ الله، بِجَميلِ سَترِ الله، دَخلتُ في كَنَفِ الله، وتَشَفَّعتُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلَّم ، أنا في حِصنِ الله، أنا في ذِمَّةِ الله، أنا تَحتَ حُكمِ الله، أنا في قَبضَةِ الله، وَلاَ يَصرِفُ السّوءَ إلّا الله، وَلاَ قُوَّةَ لِخَلْقٍ إذا كُنتُ معَ الله، وخَمَدَ كُلُّ جَبّارٍ بِسَطوَةِ الله، مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إلّا بِالله، الخيرُ كُلُّهُ بِيَدِ الله، وَلاَ غالِبَ إلّا الله، إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا من بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدَّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدَّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ، اللَّهُمَّ بِحِقِّ مَا دَعَوتُكَ بِهِ اُرزُقني هَيبَتَكَ على جَميعِ خَلقِك، مَن يَراني مِنهُم وَمِنْ لَم يَرَني، وتَعَصَّمتُ بالتَّوراةِ عَنْ يَميني، وَالإنجيلِ عَنْ يَساري، وَالزَّبورِ خَلفي، وَالقُرآنِ أمامي، ومُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلَّم شَفيعي، وَالله سُبحانَهُ وتَعَالَى رَفيقي ومُطَّلِعٌ عَلَيَّ، يَحفَظُني ويَرعاني مِن كُلِّ مَن أخافُ أن يَضُرَّني، وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ، وعَقَدتُ عَنّي الْحَدَّ وَالْحَديد، وَالبَأسَ الشَّديد، وكُلَّ إنسانٍ عَنيد، وَالجِنَّ على التَأكيد، وكُلَّ شَيطانٍ مَريد، عَقَدتُ السُّيوفَ الهِندِيّات، وَالرِّماحَ التَّالِيَات، وَالسِّهامَ الطَيّارات، وَالسَّكاكينَ الوَادِيات الحادّاتِ الجَندَلِيَّات، سُيوفُ أعدائي مالوَا، ورِماحُهُم وَأحجارُهُم زُجِروَا ورَجَعوَا في أَعيُنِهِم، فَرَّقَ اللَّهُ جَمعَهُم، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ فَهُمُ لا يَتَكَلّمون، وَلاَ يَنطِقونَ إلّا بِخيرٍ أو يَصمِتون؛ اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ اللهٌ أكبَر، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعَنْ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ، بَسَوْسَمٍ سَوْسَمٍ دَوْسَمٍ حَوْسَمٍ يَراسُمٍ كَاهٍ بَرَكاهٍ أَهيَا شَراهيَا آدُونَايْ أَصْباؤُوتْ آلْ شْدَّاي، تَوَكَّلْ يَا عُنْقُود ويَنقودَ الْمَلِك، ويَا عَبدَ النّارِ بِعَقدِ أَلسِنَةِ النّاسِ أَجَمَعِينَ عَنِّي، بِسْمِ اللهِ أَلجَمتُ أَعْدَائِي، وَبِعَصَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام ضَرَبتُهُم، بِأَلْفِ أَلْفِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، أَصْمَمتُهُم وَأبْكَمتُهُم، لا يَجُورُونَ عَلَيَّ ولَو كانوَا مِثلَ الجِبال، ودَكَكتُهُم كَما دُكَّتِ الأرضُ تَحتَ الأَقْدَام، هُمُ النَّاقَةُ وَأنَا الأَسَدُ، لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ، مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي على صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، وَصَلَّى اللَّهُ على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجمَعين، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِـاللهِ العَلِيِّ العَظِيم، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.


وِردُ العصر ويسمى فَتْحِ البَصَائِر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ: قَيّومِ السَّموَاتِ وَالأَرضين، مُدبِّرِ الْخَلائِقِ أجمعين، مُنوِّرِ أبصارِ بَصائرِ العارِفينَ بِنورِ المعرِفَةِ وَاليَقين، جاذِبِ أزِمَّةِ أسرارِ الْمُحَقِّقينَ بِجَذبِ القُرْبِ وَالتَّمكين، وفاتِحِ قُلوبِ الْمُوحِّدينَ بِمَفاتيحِ حَمدِ الشَّاكِرين، جامِعِ أشتاتِ شَملِ الْمُحِبّينَ في حَظائرِ قُدسِهِ وَأُنسِهِ بِمَجمَعِ الحِفظِ وَاليَقين؛ أحمَدُهُ حَمْداً يَفوقُ ويَعْلُو ويَفضُلُ حَمدَ الحامِدِين، حَمْداً يَكونُ لي فيهِ رِضاً وفَيْضاً وحِفظاً وحَظّاً وذُخراً وحِرزاً عندَ خالِقي، وخالقِ الأَقاليمِ وَالجِهاتِ وَالأقطارِ وَالأمصارِ وَالأعصارِ وَالأملاكِ وَالأفلاكِ، رَبِّ العالمين، رَبِّ السّموَاتِ ورَبِّ الأرضين، ورَبِّ الأَقرَبِينَ ورَبِّ الأبعَدِين، ورَبِّ الأَوَّلينَ ورَبِّ الآخِرين، ورَبِّ الملائكَةِ الْمُقَرَّبينَ، ورَبِّ الأَنْبِيَاء وَالْمُرْسَلِيْنَ، ورَبِّ الخلائِق أجمَعين؛ الرَّحمنِ الرّحيم، الأَزَلِيِّ القَديم، السَّميعِ العَليم، العَلِيِّ العَظيم، العَزيزِ الْحَكيم، الذي دَحَا الإقْلِيمَ، وَاختَصَّ مُوسَى الكَلِيمَ، وَاخْتَارَ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً r حَبِيبَاً من بَيْنِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وسَمَّى نَفْسَهُ:

الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: فهُما اسمانِ عَظيمانِ كَريمانِ جَليلان، فيهِما شِفَاءٌ لِكُلِّ سَقِيمٍ، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ عَلِيلٍ، وَغِنَاءٌ لِكُلِّ فَقيرٍ وعَدِيمٍ.

مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْن: ليسَ لَهُ في مُلكِهِ مُنازِعٌ وَلاَ شَريك، وَلاَ ظَهيرٌ وَلاَ شَبيه، وَلاَ نَظيرٌ وَلاَ مُدَبّر، وَلاَ وَزيرٌ وَلاَ مُعين، بل كانَ قبلَ وُجودِ العالَمينَ أَجمَعين، ولَم يَزل سُبحانَهُ وتَعَالَى مَليكاً كَريماً قَيُّوْمَاً أَبَدَ الآبِدينَ، وَدَهرَ الدَّاهِرين، فَهُوَ إحَاطَتي مِنْ جَميعِ الشَّياطينِ وَالسَّلاطين، وعَونٌ لي مِن جَميعِ الأَقرَبينَ وَالأَبعَدين.

إِيَّاكَ نَعْبُدُ: يَا مَولانا بالإِقْرار، وَنَعتَرِفُ لَكَ أيضاً بالعَجزِ وَالتَّقصير، ونُؤمِنُ بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليكَ في سائِرِ الأُمور، ونَعتَصِمُ بِكَ مِن جَميعِ الذُّنُوب، وَنَشهَدُ أن لا إلَهَ إلّا أنتَ يَا ذا الجلالِ وَالإكرام.

وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ: ونَستَعينُ باللهِ على كُلِّ حاجَةٍ مِن أمورِ الدُّنيَا وَالدين.

اللَّهُمَّ يَا هادِيَ الْمُضِلِّين، لا هَادِيَ لَنا غَيرُكَ وَحْدَك، لا شَريكَ لكَ أنتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ؛ وَنَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَنبِيَّنا وَهَادِينَا وَمُهْدِينَا مُحَمَّداً عبدُكَ وَرَسُولُكَ وحَبيبُكَ وَنَبِيُّكَ النَّبِيُّ الأمِّيُّ الصَّادِقُ الوَعْدِ الأَمِينُ، الْمَبْعُوثُ رَحمةً إِلَى كافَّةِ الْخَلائقِ أجمَعين، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وشيعَتِهِ ووَارثِيهِ وحِزبِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرين، صَلاةً وَسَلاماً دائِمَينِ مُتَلازِمَينِ باقِيَينِ إِلَى يَومِ الدِّيْن.

اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ: مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً، ذَلِكَ الفَضلُ مِنَ اللهِ وكَفَى بِاللهِ عَلِيمَاً؛ صِراطَ أهْلِ الاِسْتِقامَةِ وَالدِّيْن وَالتَّعظيم، صِرَاطَ أهْلِ الإِخْلاصِ وَالتَسْلِيم، صِراطَ الرَّاغِبِينَ إِلَى جَنَّاتِ النَّعِيمِ، صِرَاطَ الْمُسْتَأْنِسِينَ إِلَى وَجْهِكَ الكَرِيم.

غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ لا تَغْضَبْ عَلَينَا، وَسَهِّلْ لَنَا طَرِيقَاً بَيِّناً لِمَا قَدْ نَطْلُبُهُ مِنْكَ يَا رَبَّ العَالَمِين، وَاحْجُبْ عَنَّا كُلَّ قَاطِعٍ وَمَانِعٍ وَحَاسِدٍ وَبَاغِضٍ مِنَ الْخَلْقِ وَالجِنِّ وَالإنسِ أَجْمَعِين.

وَلَا الضَّالِّينَ: آمين، آمين، اللَّهُمَّ يَا مَالِكَ مُلُوكِ العَوَالِمِ كُلِّها، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين ، رَبِّ تَدارَكْنا بِرَحمَتِك، ونَجِّنا مِنَ الغَمِّ يَا مُنَجِّي المؤمِنين، وَفَرِّج عَنّا ما نَحنُ فيه، يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ أَغِثْنا.

اللَّهُمَّ إنّا نَسْأَلُكَ بِمَوضِعِكَ في قُلُوْبِ العَارِفِين، وَبِبَهاءِ كَمَالِ جَلالِ جَمَالِ سِرِّكَ في سَائِرِ الْمُقَرَّبِين، وَبِدَقَائِقِ طَرائِقِ السَّادَاتِ الْفَائِزين، وبِخُضوعِ خُشوعِ دُمُوعِ أَعْيُنِ البَاكِينَ، وبِرَجِيفِ وَجِيفِ قُلُوبِ الْخَائِفِين، وبِتَرَنُّمِ توَاتُرِ خَوَاطِرِ الوَاصِلين، وَبَرنِينِ وَنِينِ حَنِينِ أَنِينِ الْمُذْنِبين، وبِتَوحِيدِ تَمهِيدِ تَمجيدِ تَحميدِ أَلسِنَةِ الذّاكِرين، وَبِرَسَائِلِ مسائِلِ الطّالِبين، وبِمُكاشَفاتِ لَمَحاتِ نَظَراتِ أَعيُنِ النَّاظِرينَ إِلَى عَيْنِ اليَقين، وبِوُجودِ وَجدِ وُجودِكَ وُوُجودِهِم لَكَ في غَوَامِضِ أفئِدَةِ سِرِّ الْمُحِبّين؛ أن تَغرِسَ في حَدَائِقِ بَسَاتِينِ قُلُوبِنَا أَشْجارَ تَوحيدِكَ وتَمجيدِكَ لنَقتَطِفَ بِهَا أَثْمَارَ تَقْدِيسِكَ وَتَسْبِيحِكَ بِأَنَامِلِ أَكُفِّ اجْتِنَاءِ لُطْفِكَ وَإِحْسَانِكَ، اللَّهُمَّ وَاكْشِفْ عَنْ عُيُونِ أبْصَارِ بَصَائِرِنا حُجُبَ احْتِجابِنا، وَاجْعَلنا مِمَّن رَمى إِلَيْكَ بِسَهْمِ الابْتِهالِ فَأَصَابَ، ومِمَّن دَعَوْتَ جَوَارِحَ أركانِهِ لِخِدمَتِكَ فَأَجَاب، وجَعَلتَهُ مِن خَوَاصِّ أهْلِ العِنايَةِ وَالأحْبَاب، اللَّهُمَّ إنَّ أَرْضَ الوِلايَةِ مِن قُلُوبِنا مُجدِبَةٌ يابِسَةٌ عابِسَةٌ فَاسْقِها مِنْ سَحَائِبِ أَمْطارِ الوِلايَةِ بالأزهارِ لتُصْبِحَ مُخضَرَّةً بِجميعِ رَياحينِ القَبولِ وَالإيمان، مُتَفَتِّقَةً كَمائِمُ أزهارِ طَلعَتِها بِشقائِقِ الرُؤيَةِ وَالعَيان، مُتَرَنِّمَةً بغالِبِ بُلبُلِ فَرْحَتِها كَتَرَنُّمِ البُلبُلِ في أَفْنَانِ الأَغْصَانِ، شَاكِرَةً ذاكِرَةً لَكَ على مَا أَولَيْتَها مِنْ فوَائِدِ النِّعَمِ وَالإِحْسَان، اللَّهُمَّ مِنّا الدُعاءُ ومِنكَ الإجابة، ومِنّا الرَّميُ بِسَهْمِ الرَّجاءِ ومِنكَ الإصابة؛ وَاجعَلنا اللَّهُمَّ مِمَّن دَعا مَحبوبَهُ فأَجَابَه، وَأَعْطَاهُ مَا تَمَنَّاهُ عَلَيْهِ وَمَا أَخَابَه، اللَّهُمَّ نَحنُ عَبِيدُكَ، الفُقَراءُ، الضُّعَفاءُ، المـُقَصِّرونَ، المساكين، الوَاقِفونَ على عَتَبَةِ جَنابِ ساحَةِ أَلطافِك، الْمُنتَظِرونَ شَرْبَةً مِن جَنابِ حُمَيَّا خَنْدَريسِ رَحِيقِ عِنَايَةِ شَرَابِكَ، لِنُصْبِحَ بِها نَشَاوى مُوَلَّهينَ مِنْ سَكرَةِ لحظَةِ خِمارِك، وَاجعَلنا مِمَّن جَدَّتْ بِهِ إِلَيْكَ مَطايَا الهِمَم مُتَمَلِّقَةً مُتَعَلِّقَةً بأذيالِ الْمَعْرُوفِ وَالكَرَم، وَقَدْ حَطَطْنا أَحْمَالَ أثْقَالِنا على سَاحَاتِ قُدْسِكَ، مُتَعَطِّرَةً مِنْ نَفَحَاتِ نَسَمَاتِ قُربِكَ وَأُنْسِكَ، مُسْتَجيرةً بِكَ أيُّها الْمَلِكُ الدَّيانُ مِنْ جَورِ سُلْطَانِ القَطيعَةِ وَالْهِجْران؛ اِسمَع تَبَتُّلَنا وَابْتِهَالَنا إِلَيْكَ، وقَد تَوَكَّلنا في جَميعِ أُمُورِنَا عَلَيكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ سُقْ إِلَيْنَا مِنْ رَحمَتِكَ مَا يُغنِينَا، وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكاتِكَ مَا يَكْفِينَا، وَادْفَع عَنَّا مِنْ بَلائِكَ مَا يُبْلِينَا، وَألْهِمْنَا مِنَ العَمَلِ الصّالِحِ مَا يُنْجِينَا، وَجَنِّبْنَا مِنَ العمِلِ السَّيءِ ما يُردِينَا، وَأَفِضْ عَلَيْنَا مِنْ نُورِ هِدايَتِكَ ما يُقَرِّبُنا مِنْ مَحَبَّتِكَ ويُدنِينَا، وَادْفَعْ عَنَّا مِنْ مَقتِكَ ما يُؤذِينَا، وَاقْذِفْ في قُلُوبِنَا مِنْ نُورِ مَعرِفَتِكَ ما يُحْيِينَا، وَارْزُقنَا مِنَ اليَقينِ مَا تُثَبِّتُ بِهِ أفئِدَتَنا ويَشْفِينا، وَعَافِنَا ظَاهِراً وَبَاطِنَاً مِنْ كُلِّ مَا فِينَا، اللَّهُمَّ إنّا نَسْأَلُكَ فَوَاتِحَ الخيرِ وخَوَاتِمَه، وجَوَامِعَهُ وكَوَامِلَهُ، وَاوَّلَهُ وَآخِرَه، وظاهِرَهُ وباطِنَه، وَانظُمنا بِسِلْكِ خَيرِ البَرِيَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ r وَأَنْتَ راضٍ عنّا، ولَكَ الْحَمدُ يَا رَبَّ العالَمِين، يَا هادِيَ الْمُضَلِّين لا هادِيَ لَنا غَيرُكَ يَا رَبَّ العالمين، يَا هادِيَ عِبادِكَ الْمُضَلِّين، قَرِّبنا إِلَيْكَ يَا رَبَّ العالمين آمـين ، آمِنَّا مِنَ الْخَوفِ مِنكَ يَا أمانَ الخائِفين يا رَبَّ العالمين، اللَّهُمَّ إنّا نَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، أَنْ تُنْعِمَ عَلَيْنَا بِرِضَاكَ، يَا مَالِكَ رِقابِ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ وَالعَوَالِمِ أجمعين، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالمين؛ اللَّهُمَّ أدرِكنا برَحمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمين، وفَرِّج عنّا ما نِحنُ فيهِ يَا مُفَرِّجَ كُرَبِ الْخَلائِقِ أجمَعين، ونَجِّنا مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ يَا مُنَجِّيَ المؤمِنين، وَارحَمنا برَحمَتِكَ يَا رَبَّ العالمين، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ أَنْ تَفتَحَ لي مِنْ سَائِرِ الطُرُقِ وَالأبْوَابِ إِلَى اسْمِكَ القَديم، وتُيَسِّرَ لي بِهِ كُلَّ عِلمٍ وأمرٍ عَسير، وسَهِّل لي بِهِ كُلَّ أمرٍ يَسير، وتُقَرِّبَ بهِ كُلَّ أمرٍ صَعبٍ بَعيد، وتُسَخِّرَ لي بِهِ الوُجود، يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ مَكِنِّي مِنَ التَّفَرُّجِ في سَعَةِ مُلكِكَ ومَلكوتِك، مَلِّكْنِي يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ ناصِيَةَ كُلِّ ذي رُوحٍ نَاصِيَتُهُ بِيَدِك، وَنَجِّني يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، مِنْ مُوجِباتِ غَضَبِك، وتُبَعِّدَ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، بَيْنِي وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَأَنْ تُدرِكَني بِخَفِيِّ لُطفِكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، وَأَنْ تُسَخِّرَ لي وتُمَكِّنَني مِن كُلِّ ما أُريدُهُ كَمَا أَنْتَ تُريد، إنَّكَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فَإِنَّكَ أنْتَ الغَنِيُّ الْحَمِيد، الوَلِيُّ الْمَجِيد، البَاعِثُ الشَّهِيدُ، الْمُبدِيءُ الْمُعِيدُ، الفَعَّالُ لِمَا تُريدُ، يَا بَارِئُ يَا مَعْبُودُ، يَا مَقصودُ يَا مَوجود، يَا حَقُّ يَا مَعْبُودُ، يَا مَنْ عَلَيْهِ العَسِيرُ يَسِيُر، يَا مَنْ بيدِهِ الخيرُ وَإِلَيْهِ المصير، وهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدير، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا ألله، أن تَكفِيَني شَرَّ ما يَلِجُ في الأرضِ، وَمَا يَخرُجُ مِنها، وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ، وَمَا يَعرُجُ فيها، وشَرَّ كُلِّ ذي شَر، وشَرَّ كُلِّ أسَدٍ وحَيَّةٍ وَعَقرَبٍ، وكُلّ شَيْءٍ يَكُونُ عَقُوراً، وَشَرَّ سَاكِنِ القُرَى وَالْمُدُنِ، وَالْحُصُونِ وَالقِلاعِ، وَالْحَمِيَّاتِ، وسائِرِ الوَحْشِيّاتِ، يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، يَا رَحْمَنُ، يَا رَحْمَنُ، يَا رَحْمَنُ، يَا رَحِيْمُ، يَا رَحِيْمُ، يَا رَحِيْمُ يَا مَالِكُ، يَا مَالِكُ، يَا مَالِكُ يَا مُعِينُ، يَا مُعِينُ، يَا مُعِينُ يَا هَادِي، يَا هَادِي، يَا هَادِي يَا مُهْدِيّ، يَا مُهْدِيّ، يَا مُهْدِيّ أسْأَلُكَ بِحَقِّ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ أَنْ تُسَخِّرَ لِي كُلَّ شَيْءٍ؛ يَا وَهَّابُ، يَا وَهَّابُ، يَا وَهَّابُ يَا رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ أنْتَ قَادِرٌ على كُلّ شَيْءٍ، اِصْرِفْ عَنِّي شَرَّ كُلّ شَيْءٍ، وَبَارِكْ لِي فِي خَيرِ كُلّ شَيْءٍ، وَسَهِّلْ لِي كُلّ شَيْءٍ، وَاعْصِمْنِي مِنْ شَرِّ كُلّ شَيْءٍ، وَاغْفِرْ لِي كُلّ شَيْءٍ، حَتَّى لا تَسْألني عَنْ شَيْءٍ، بِرَحمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يَا مُجيبَ السَّائِلِينَ، يَا رَبَّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ السُّورةِ الشَّريفَةِ الْمُبَارَكةِ، بِفَوَاضِلِ التَّفْضِيلِ في الوُجُود، أَسْأَلُكَ أَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ العَمِيم، وَجُودِكَ الكَريم، يَا حَلِيمُ، يَا حَلِيمُ، يَا حَلِيمُ يَا عَظِيمُ، يَا عَظِيمُ، يَا عَظِيمُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ أَنْ تَرْزُقَنَا رِزْقَاً حَلالاً مُبارَكاً طيِّباً، وَأَنْ تُهَذِّبَ أَخْلاقَنَا يَا ذَا الْجُودِ وَالإحسانِ، وَالفَضْلِ وَالامتِنانِ، يَا سُلْطَانُ يَا دَيَّانُ، وَأَنْ تَبْسُطَ لَنا مِنْ عِنَايَتِكَ ما قَد تَجُودُ عَلَيْنا، حَتَّى تَتَقَلَّبَ إِلَيْكَ قُلُوبُنَا في بَحْرِ طَاعَتِكَ، وَأبْصارُ بَصَائِرِنا مُنَوَّرَةٌ بِهِدايَتِكَ يَا رَبَّ العَالَمِين، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، أنْ تُحَقِّقَ أروَاحَنا بِحَقائِقِ العِرفان، وَأَنْ تُتَوِّجَنا بِتيجانِ القَبولِ وَالإكرامِ وَالامْتِنان، يَا رَبَّ العالمَين، اللَّهُمَّ آمِينَ آمِينَ آمِينَ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ * أنْ تُعْطِيَنا صَبْراً جَمِيلاً، وفَرَجَاً قَريباً، وَأجْرَاً عَظِيمَاً، وَقَلْبَاً سَلِيمَاً، وَلِسَانَاً ذَاكِراً، وَسَعْيَاً مَشْكُورَاً، وَذَنْبَاً مَغْفُوراً، وَعَمَلاً صَالِحَاً مَقْبُولاً، وَعِلْمَاً نَافِعَاً، وَقَلْبَاً خَاشِعَاً، وَرِزْقَاً وَاسِعَاً، وَتَوْبَةً نَصُوحَاً، ودُعَاءً مُسْتَجَاباً، وَكَسْباً طَيِّباً حَلالاً، وَإِيمَانَاً ثَابِتَاً، وَدِيْنَاً قَيِّمَاً، وَجَنَّةً وَحَرِيرَاً، وَعِزَّاً وظَفَراً، وَفَتْحَاً قَرِيبَاً، يَا خَيْرَ النَّاصِرينَ، يَا خَيْرَ الغَافِرينَ، وَيَا مُجيبَ دُعاءَ عِبادِكَ الْمُضْطَرِّين، إنَّكَ أنْتَ رَبُّ العالمَين، آمينَ آمينَ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ أَفْضَلَ صَلاةٍ وَأزْكَى تَسْلِيمٍ، على أَفْضَلِ عِبَادِكَ أَجمَعِينَ مِنْ أهْلِ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ، مُحَمَّدٍ خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجمَعِين، صَلاةً وَسَلامَاً دَائِمَيْنِ بَاقِيَيْنِ مُتلازِمَيْنِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْن، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

حزب الفَتْحِيَّة ويقرأ بعد المغرب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يَا مَولايَ يَا قادِر، يَا مَوْلايَ يَا غَافِر، يَا لَطِيفُ يَا خَبِيرُ، سُبْحانَ اللهِ تَعْظِيمَاً لِأَسْمَائِهِ عَدَدَ الْمَعْلُومَاتِ، وَالْحَمْدُ للهِ الكَبِيرِ المتُعالِ مُبدِئِ المخلوقات، وَلاَ إلَهَ إلَّا اللَّهُ عَدَدَ الْمُخلِصِينَ أَصْحَابِ العِنَايَات، وَاللَّهُ أكْبَرُ تَكْبِيرَاً لِجَلالِكَ وعَظَمَتِكَ مِلءَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَات، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بَاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، كَنْزِ الْخَيرِ وَالسَّعادَات، إِلَهَنا لَكَ هَذَا الْجَلالُ في انْفِرادِ وَحْدَانِيَّتِكَ، وَلَكَ سُلْطَانُ الْعِزِّ في دَوَامِ رُبُوبِيَّتِكَ، بَعُدَتْ على قُربِكَ أَوْهَامُ البَاحِثِينَ على بُلُوغِ صِفَاتِك، وتَحَيَّرَتْ أَلْبَابُ العَارِفينَ بِجَلالَتِكَ وعَظَمَتِك؛ إِلَهَنا فَاغْمِسْنا في بِحْرٍ مِنْ نُورِ هَيبَتِكَ حَتَّى نَخرُجَ وَفي رُوحِنَا شُعَاعَاتُ رَحمَتِك، وَقَابِلْنا بِنُورِ اسْمِكَ الْمَكنُون، وَامْلأ وُجُودَنَا بِوُجُودِ سِرِّكَ الْمَخْزُونِ، حَتَّى نَرَى الكَمَالَ الْمُطْلَقَ في الْمَكْنُونِ الْمُطلَقِ الْمَصُونِ ، وَأَشْهِدْنَا مَشَاهِدَ قُدْسِكَ مِنْ غَيْرِ تَقَلُّبٍ وَلاَ فُتُون، وَاجْعَلْ لَنَا مَدَداً رُوحَانِيَا تَغسِلْنا بِهِ مِنَ الْحَمَأِ الْمَسْنُون، وَأدْرِكْنَا بِاللُّطْفِ الْخَفِيِّ الّذي هُوَ أَسْرَعُ مِنْ إطبَاقِ الْجُفُون، وَأَوَقِفنَا مَوَاقِفَ الْعِزِّ، وَاحْجُبْنا عَنِ العُيُون، وَأشْهِدْنَا الْحَقَّ اليَقِين، يَا قَوِيُّ يَا مَتِينُ، يَا نُورُ يَا مُبِينُ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ؛ إِلَهَنا فأطلِعْ على وُجودِنا شَمسَ شُهُودِكَ في الأَكْوَان، وَنَوِّر وُجُوهَنا بِنُورِ وُجُودِكَ في كُلِّ الأَحْيَان، وَأَدْخِلْنَا في رِياضِ العَافِيَةِ وَالعَيان، يَا حَنّانُ يَا مَنَّان، يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَنُ، يَا ذَا العِزَّةِ وَالبُرْهَان، يَا ذَا الرَّحْمَةِ وَالغُفْران، يا ذَا الفَضْلِ وَالإِحْسَان، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرام، يَا مَولايَ يَا قادِر، يَا مَولايَ يَا غافِرُ، يَا لَطيفُ يَا خَبيرُ؛ إِلَهَنا أَلْبِسْنَا مَلابِسَ لُطْفِكَ، وَأَقْبِلْ عَلَينَا بِحَنَانِكَ وَعَطفِك، وَأخْرِجْنا مِنَ التَدبيرِ مَعَكَ وعَلَيكَ، وَاهْدِنا بِنُورِكَ إِلَيْكَ، وَأَقِمْنَا بِصِدْقِ العُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَأَخْرِجْ ظُلُمَاتِ التَّدْبيرِ مِنْ قُلُوبِنَا، وَانْشُرْ نُورَ التَّفْوِيضِ في أَسْرَارِنا، وَأَشْهِدْنَا حُسْنَ اخْتِيَارِكَ لَنَا حَتَّى يَكُونَ مَا تَقْضِيهِ فِينَا، وَتَختارُهُ لَنا أَحَبَّ إِلَينَا مِنِ اخْتِيارِنَا لِأَنفُسِنا، وَاهْدِنا لِلْحَقِّ الْمُبِين، وَعَلِّمْنَا مِنْ عِلْمِ اليَقِين، يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ، يَا غَنِيُّ يَا كَريمُ، يَا غَفُورُ يَا حَلِيمُ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ، يَا مَوْلايَ يَا قَادِرُ، يَا مَولايَ يَا غَافِرُ، يَا لَطِيفُ يَا خَبِيرُ؛ إِلَهَنا نَسْأَلُكَ بِجَلالِ كَمالِ وَجْهِكَ الكَريمِ، وَبِضِياءِ سَنَاءِ نُورِكَ العَظيم، وبِتَدقيقِ تَحقيقِ عِلمِكَ يَا عَليمُ أَن تُنَزِّلَ على قُلوبِنا مِن نورِ الذِكرِ وَالحِكمَة ما نَجِدُ بالحِسِّ وَالْمُشاهَدَة بَرْدُه، حَتَّى لا نَنساكَ وَلاَ نَعصيكَ أبَداً، وَاجمَع بَينَنا وبَينَ النِيَّةِ وَالصِّدقِ وَالإخلاصِ وَالْخُشوعِ وَالْهَيبَةِ وَالْحَياءِ وَالْمُراقَبَةِ وَالنُّورِ وَالنَشاطِ وَالقُوَّةِ وَالحِفظِ وَالعِصمَةِ وَالفَصاحَةِ وَالبَيانِ وَالفَهمِ وَالقُرآن، وخُصَّنا بالْمَحَبَّةِ وَالاِصْطِفائِيَّةِ وَالتَّخصيصِ، وكُن لَنا سَمْعاً وَبَصَراً وَلِساناً وقَلْبَاً ويَدَاً ومُؤَيِّدَاً، يَا مُغِيثُ يَا مُجِيبُ، يَا سَمِيعُ يَا بَصيرُ يَا خَبير، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ بِجَوَامِعِ أَسْرارِ أَسْمَائِكَ، ولَطَائِفِ مَظَاهِرِ صِفَاتِك، وَقِدَمِ وُجُودِ ذاتِك، أنْ تُنَوَّرَ قُلُوبَنا بِنُورِ هَدَايَتِك، وَأَنْ تُلْهِمَنا حُبَّ مَعرِفَتِك، وَأَنْ تَستُرَ عَلَينا بِسَترِ حِمايَتِك، وَأَنْ تَجعَلَ أُنسَنا بِك، وشَوقَنا إِلَيْكَ، وخوفَنا مِنْكَ، حَتَّى لا نَرجُو أَحَدَاً غَيرَك، وَلاَ نَخشَى أَحَدَاً سِوَاك، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الاِعْتَمادَ عَلَيْك، وَالاِنقِيادَ إِلَيْكَ، وَالْحُبَّ فِيكَ، وَالقُرْبَ مِنْك، وَالأَدَبَ مَعَك، وَأَنْتَ نُورُ السَّموَاتِ وَالأَرض، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ، وَعَظُمَ شَأنُكَ، وَلاَ إلَهَ غَيرُك، سَلِّمْنَا وَسَلِّمْ دِيْنَنَا، وَكَمِّل إِيمَانَنَا، وَتَمِّمْ عِرفَانَنا، وَوَجِّهْنَا بِكُلَّيَتِنا إِلَيْكَ، وَلاَ تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنا طَرْفَةَ عَينٍ وَلاَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِك، وشَوِّقنا إِلَى لِقائِك، وَاقْطَع عَنَّا كُلَّ قاطِعٍ يِقطَعُنا عَنْك، وقَرَّبنا إذا أَبعَدْتَنا، وَاقْرُبْ مِنَّا إذا قَرَّبتَنا، وَعَلِّمْنَا إذَا جَهِلْنا، وَفَهِّمْنَا إذَا عَلَّمْتَنَا، يَا أَوَّلُ يَا آخِر، يَا ظاهِرُ يَا قادِر، يَا غافِرُ يَا عَلِيمُ، يَا مَوْلايَ يَا قَادِر، يَا مَولايَ يَا غافِر، يَا لَطِيفُ يَا خَبير، إِلَهِي لوَلاَ ما جَهِلتُ مِن أَمْرِي ما شَكَوتُ عَثَراتي، ولَوَلاَ ما ذَكَرتُ مِنَ الإِفرادِ ما سَفَحْتُ عَبَراتي، فأَصْلِح مُشَتِّتاتِ العَثراتِ بِمُرسَلاتِ العَبَرات، وهَبْ كَثيرَ السَّيِّئاتِ لِقليلِ الْحَسَنَاتِ، إِلَهِي أَخرَسَتِ الْمَعَاصِي لِسَانِي فَمَالِي مِنْ وَسيلَةٍ مِن عَمَل، وَلاَ شَفيعٍ سِوَى الأَمَل؛ إِلَهِي أَقصَتْني الْحَسناتُ مِن جُودِكَ وكَرَمِك، وَأَلْقَتَني السَّيِّئاتُ بَيْنَ عَفوِكَ ومَغفِرَتِك، إنَّ رَجَائي لا يَنقَطِعُ عَنْكَ وَإِنْ عَصَيْتُك، كَما أنَّ خَوفي لا يُزايِلُني مِنكَ وَإِنْ أَطَعتُك، إِلَهِي لا أَستطيعُ حَوَلاً عَنْ مَعصِيَتِكَ إِلَّا بَعِصمَتِك، وَلاَ قُوَّةَ لي على الطَّاعَةِ إلَّا بِتَوْفِيقِك؛ مَنْ هُوَ في قَبضَةِ قَهْرِكَ كَيفَ يَخاف، مَنْ هُوَ دائِرٌ في دائِرَةِ لَذَّاتِكَ أَينَ يِذهَب؛ يَا إِلَهِي أنَا مَسْلوبُ الإِرادِة، عَارٍ عَنِ الْمَشيءةِ، عاجِزٌ عَنِ الحولِ وَالقُوَّة، أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتي، وَقِلَّةَ حيلَتي وَهوَاني على الْمَخْلُوقِين، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَأَنْتَ رَبُّ المستَضعَفين، وَأَنْتَ ربّي، إِلَى مَن تَكِلُني إِلَى عَبدٍ يَتَجَهَّمُنِي أَمْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيَّ غَضَبٌ مِنكَ فَلا أُبَالِي، ولَكِنَّ عافِيَتَكَ هِيَ أَوسَعُ لي، رَبِّ فَلا تَحْجُبْ دَعْوَتي، وَلاَ تَرُدَّ مَسْأَلَتي، وَلاَ تَدَعْني بِحَسْرَتي، وَلا تَكِلْني إِلَى حَوْلِي وَقُوَّتي، وَارْحَم عَجْزي وَفَقْري وَفَاقَتِي، وَاجْبُر كَسْري، وَارْحَمْ ذُلِّي وحَالَتي؛ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيْمُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يا ذا الفَضلِ وَالإحسان؛ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يا ذا الرَّحمةِ وَالغُفران، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا ذا العَظَمَةِ وَالسُلطان؛ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا ذَا العِزِّ وَالبُرهان؛ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يا ذا الْجَلالِ وَالإكرام، وسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحمَةً وعِلماً، وجُدْتَ بِفَضلِكَ وَإحسانِكَ عَلَيناً مِنَّةً و حِلماً، يَا مُحسِنُ يَا مُجَّمِّل، يَا مُنعِمُ يَا مُتَفَضِّل، يَا ذَا النَّوَالِ وَالنِّعَم، يَا ذَا الْجُودِ وَالكَرَم، يَا عَظيمُ يا ذا العَرشِ العَظيم، نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِاسمِكَ العَظيمِ الأَعظَم، الكَبِيرِ الأَكْبَرِ، الّذي مَنْ أَسعَدْتَهُ ورَحِمتَهُ وَألْهَمتَهُ يَدعُوكَ بِهِ، وَبِمعاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَبِمُنتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، أنْ تَقْسِمَ لَنَا مِنَ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ مَا تُصْلِحُ بِهِ شَأنَنا كُلَّه، وَأَنْ تُحيِنَا حَياةً طَيِّبَةً في أَرْغَدِ عَيْشٍ وَأهْنَاهُ، يَا جَامِعُ يَا مَنْ لا يَمنَعْهُ عَنِ العَطاءِ مَانِع، يَا مُعطِيَ النَّوَالِ قَبلَ السُّؤال، فَتَوَلَّنا يَا مَوْلانَا فَأَنْتَ بِنَا أَوْلى، يَا مَولايَ يَا قادِر، يَا مَولايَ يَا غافِر، يَا لَطيفُ يَا خَبير؛ إِلَهنَا فَاجْعَلنَا مِنَ الْمُخلِصِين، ومِمَّن سَلَكَ الطَّريقَ مِنْ أهْلِ اليَقين، وَ ارْعَنا بِرِعايَتِك، وَاحْفَظْنَا بِرَأفَتِكَ لِنَكُونَ مِنَ الآمِنِين، وَأرْشِدْنا إِلَى سَبِيلِكَ لِنَكُونَ مِنَ العَالِمِين، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، (ثُمَّ تَذكُر حاجَتَك) وَتَقول: فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظَاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ على سَيِّدِ الْمُرْسَلِيْنَ الصَّادِقينَ بِنُبُوَّةِ الأَقدَمِين وَالمبعوثِ رَحمَةً للعالَمين، عَدَدَ مَن تَقَدَّمَ مِنَ الْخَلقِ وَمِنْ تَأَخَّر، وَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ القَولُ وَمَنْ تَذَكَّر، صَلاةً مَمنوحَةً بالرَّحْمَةِ وَ السَّلام، مَخصوصَةً بالقَبولِ على الدَّوَام، صَلاةً دائِمَةً بِدوَامِ الدَّهرِ الموجُود، باقِيَةً بأحكامِ الوُجُود، وَعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأوْلادِهِ وَأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَتِهِ الطَيِّبينَ كَما تَقَدَّم، الْحَمْدُ للهِ على ما أَنْعَم، يَا مَوْلايَ يَا قَادِر، يَا مَولايَ يَا غافِر، يَا لَطيفُ يَا خَبير، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ على الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمين.

وِردُ التَّمجيد ويقرأ بعد صلاة العشاء

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

سُبْحَانَ اللهِ تَسبيحاً يَليقُ بِجَلالِهِ يَا مَنْ لَهُ السُّبُحات، وَالْحَمْدُ للهِ حَمداً كَثيراً يُوَافي نِعَمَه، ويُدافِعُ نِقَمَه، ويُكافِئُ مَزيدهُ على جَميعِ الحالات، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَوحيدَ مُحَقِّقٍ مُخلِصٍ قَلبُهُ بِحَقِّ اليَقينِ عَنِ الشُّكوكِ وَالظُنونِ وَالأَوهامِ وَالشُّبُهات، وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُحَاطَ ويُدْرَكَ، بَلْ هُوَ مُدرِكٌ مُحيطٌ بِكُلِّ الجِّهات، رَفيعُ الدَّرَجات، وَلاَ حَوْلَ، وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، إلَهَنا تَعاظَمْتَ على الكُبَراءِ وَالعُظماءِ فَأنتَ العَظيمُ الكَبير، وتَكَرَّمتَ على الفُقراءِ وَالأَغنِياءِ فَأنتَ الغَنِيُّ الكَريم، ومَنَنْتَ على العُصاةِ وَالطّائِعينَ لِسِعَةِ رَحمَتِكَ فَأَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيْمُ، تَعْلَمُ سِرَّنَا وَجَهْرَنَا وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِنَا مِنَّا فَأَنْتَ العَلِيمُ، لا تَدْبِيرَ لِلَعَبْدِ مَعَ تَدْبيرِك، وَلاَ إرادَةَ لَهُ مَعَ مَشيءتِكَ وتَقديرِك، لَوْلاَ وُجُودُكَ لَمَا كانَتِ الْمَخْلُوقَات، وَلَوْلاَ حِكمةُ صُنعِكَ لَمَا عُرِفَتِ الْمَصْنُوعَات، خَلَقتَ الآدَمِيَّ وَبَلَوْتَهَ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئَاتِ، وَأَبْرَزتَهُ في هَذِهِ الدَّارِ لِمَعْرِفَتِك، وَحَجَبْتَهُ عَنْ باطِنِ الأَمْرِ بِظاهِرِ الْمَرئِيَّاتِ، وَكَشَفْتَ لِمَن شِئْتَ عَنْ سِرِّ سِرِّ التَّوْحِيد، فَبِهَذا شَهِدَ الكَونُ وَالتَّكْوينُ وَالكَائِنَاتُ، وَأَشْهَدْتَهُ بِهِ حَضَرَاتِ قُدْسِكَ بِلَطَائِفِ مَعَاني سِرِّكَ البَاطِنِ في مَظَاهِرِ الْمَظَاهِرِ بِأَنوَاعِ التَجَلِّيَات، إِلَهَنا أَيُّ كَيدٍ لِلشَّيطانِ فَهُوَ ضَعيفٌ مَعَ قُوَّتِكَ وَاقتِدارِكَ، وَأَيُّ رانٍ على القُلُوبِ مَعَ ظُهُورِ أَنْوَارِك، إِلَهَنا إِذا عَمَّرْتَ قَلْبَاً اضْمَحَلَّ عَنهُ كُلُّ شَيْطَان، وَإِذا عَنِيْتَ بِعَبدٍ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ عَلَيْهِ سُلْطانٌ، اِتَّصَفْتَ بِالأَحَدِيَّةِ فَأَنْتَ الْمَوجود، ورَفَعْتَ نَفْسَكَ بِجَلالِ الرُّبوبِيَّةِ فَأَنْتَ الْمَعْبُودُ، وَخَلَّصْتَ ضِيقَ أَرْوَاحِ مَنِ اخْتَصَصْتَ مِنَ رَبَقِ الأَشْبَاحِ إِلَى قَضَاءِ الشُّهُود، أَنْتَ الأوَّلُ قَبلَ كُلّ شَيْءٍ، وَالآخِرُ بَعدَ كُلّ شَيْءٍ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ حَادِثٌ مَفْقُودٌ، لا مَوجُودَ إلَّا بِوُجُودِك، لا حَياةَ لِلأَروَاحِ إلَّا بِشُهُوْدِك، أَشَرْتَ إِلَى الأَروَاحِ فأَجَابَت، وكَشَفتَ عَنِ القُلُوبِ فَطابَتْ، فَهَنِيئاً لِهَيَاكِلَ أروَاحُها لَكَ مُجيبَةٌ، ولِقَوَالبَ قُلوبُها فاهِمَةٌ عَنكَ مُنيبَة إِلَيْكَ، إلَهَنا فَطَهِّر قُلوبَنا مِن الدَّنَسِ لِنَكونَ مَحَلّاً لِمُنازَلاتِ وُجودِك، وخَلِّصنا مِن لَوثِ الأَغيارِ لخالِصِ تَوحيدِك، حَتَّى لا نَشهَدَ لِغَيْرِ أفعالِكَ وصِفاتِكَ وتَجَلِّي عَظيمِ ذاتِك، فأنتَ الوَهَّابُ المانِحُ الهادي القادِرُ الْفَاتِح، إلَهَنا إِنَّ الْخَيرَ كُلَّهُ بِيَدَيكَ وَأَنْتَ مُوهِبُهُ ومُعطيه، وعِلمُهُ مُغَيَّبٌ عَنِ العَبدِ لا يَدري مِن أَينَ يأتيه، وطَريقَهُ عَلَيْهِ مُبهَمٌ مَجهُولٌ لَوَلا أنَّكَ أنتَ دَليلُهُ وقائِدُهُ ومُهديه؛ إلَهَنا فَخُذ بِنوَاصينا إِلَى ما هُوَ أَحسَنُهُ وَأتَمُّه، وخُصَّنا مِنكَ بِما هُوَ أوسَعُهُ وَأخصُّه وَأتمُّه وَأعَمُّه، فإنَّ الأَكُفَّ لا تُبسَط إلّا للغَنِيِّ الكَريم، وَلاَ تُطلَب الرَّحْمَةُ إلّا مِنَ الغَفورِ الرَّحيم، وَأَنْتَ المقصِدُ الّذي لا يَتَعَدّاهُ مُراد، وَالكَنْزُ الّذي لا حَدَّ لَهُ وَلاَ نَفَادَ؛ إلَهَنا فأَعطِنا فَوقَ ما نُؤمِّلُ وَمَا لا يَخطُرُ بِبَالٍ، يَا مَنْ هُوَ وَاهِبٌ كَريمٌ مُجيبُ السُّؤال، فَإِنَّهُ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيتَ، وَلاَ مُعطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ رادَّ لِمَا قَضَيتَ، وَلاَ مُبَدِّلَ لِمَا حَكَمْتَ، وَلاَ هَادِيَ لِمَا أَضْلَلْتَ، وَلا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقضَى عَلَيْكَ، وَلاَ يَنفَعُ ذا الْجَدِّ مِنكَ الْجَدُّ، وَلاَ مُقعِدَ لِمَنْ أَقَمْتَ، وَلاَ مُعَذَّبَ لِمَنْ رَحِمْتَ، وَلاَ حِجَابَ لِمَنْ عَنهُ كَشَفْتَ، وَلاَ كُرُوبَ ذَنبٍ لِمَنْ بِهِ عَنَيْتَ وَعَصمْتَ، وَقَدْ أَمَرْتَ وَنَهَيْتَ، وَلاَ قُوَّةَ لَنَا على الطّاعَة، وَلاَ حَولَ لَنَا عَنِ الْمَعصِيَةِ إلَّا بِكَ، فَبِقُوَّتِكَ على الطّاعَةِ قَوِّنا، وَبِحَولِكَ وَقُدرَتِكَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ جَنِّبْنَا، حَتَّى نَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِطاعَتِك، وَنَبْعُدَ عَنْ مَعْصِيَتِك، وَنَدْخُلَ في وَصْفِ هِدايَةِ مَحَبَّتِك، وَنَكُونَ بِآدَابِ عُبُودِيَّتِكَ قَائِمِين، وَبِجَلالِ رُبُوبِيَّتِكَ طَائِعِين، وَاجْعَلْ أَلسِنَتَنا لاهِيَةً بِذِكْرِك، وَجَوَارِحَنا قائِمَةً بِشُكرِك، ونُفُوسَنا سَامِعَةً مُطِيعَةً لأَمرِك، وَأَجِرْنَا مِنْ مَكْرِكَ، وَلاَ تُؤَمِّنّا مِنهُ حَتَّى لا نَبرَحَ لِعَظيمِ عِزَّتِكَ مُذْعِنِين، وَمِنْ سَطْوَةِ هَيبَتِكَ خَائِفِين، فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ، وَأَجِرْنَا اللَّهُمَّ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، ورُؤيَةِ أعمالِنا، وَمِنْ شَرِّ كَيدِ الشَّيطان، وَاجعَلنا مِن خَوَاصِّ أحبابِكَ الّذينَ لَيسَ عَلَيْهِم سُلطان، فإنَّهُ لا قُوَّةَ لَهُ إلّا من سَلَبتَ عَنهُ نورَ التَّوفيقِ وخَذَلتَه، وَلاَ يَقرُب إلّا مِن قَلبٍ حَجَبتَهُ عَنكَ بالغَفلَةِ وَأهَنْتَهُ وَأمَتَّه، إلَهَنا فَما حيلةُ العبدِ وَأَنْتَ تُقعِدُه، وَمَا وُصولُهُ وَأَنْتَ تُبعِدُه، هَلِ الْحَرَكاتُ وَالسَّكَناتُ إلّا بإذنِك، ومُنقَلَبُ العَبدِ ومَثوَاهُ إلّا بِعِلمِك؛ إلَهَنا فاجعَل حَرَكاتِنا وسُكونَنا إِلَيْكَ، وشُكرَنا لَك، وَاقطَع جَميعَ جِهاتِنا بالتَّوَجُّهِ إِلَيْكَ، وَاجعَل اعتِمادَنا في كُلَّ الأُمورِ عَلَيك، فمَبدَأُ الأَمرِ مِنكَ راجِعٌ إِلَيْكَ، إلَهَنا إنَّ الطَّاعَةَ وَالمعصِيَةَ سَفينَتانِ سائِرَتانِ بالعَبد، فالعَبدُ في بِحرِ المشيءةِ إِلَى ساحِلِ السَّلامةِ وَالهلاك، فالوَاصِلُ على ساحِلِ السَّلامةِ هُوَ السَّعيدُ الْمُقَرَّب، وذو الهلاكِ هُوَ الشَّقِيُّ المبعَدُ وَالمعذَّب؛ إلَهَنا أمرتَ بالطَّاعَةِ ونَهَيتَ عَنِ المعصِيَةِ وقَد سَبَقَ تَقديرُهُما، وَالعّبدُ في قَبضَةِ تَصَرُّفِك، زِمامُهُ في يَدِكَ تَقودُهُ إِلَى أَيِّهِما شِئت، وقَلبُهُ بَيْنَ أُصبُعَينِ مِن أَصابِعِكَ تُقَلِّبُهُ كَيفَ شِئت، إلَهَنا فَثَبِّت قُلوبَنا على ما أَمَرْتَنا، وجَنِّبنا عَمَّا عَنهُ نَهَيْتَنا، فإنَّهُ لا حَولَ وَلاَ قُوَّةَ إلّا بِك، سُبحانَكَ لا إِلَهَ إلّا أَنت، خَلَقتَ الْخَلقَ قِسمَين، وفَرَّقتَهُمُ فَريقَين، فَريقٌ في الْجَنَّةِ وفَريقُ في السَّعير، هَذا حُكمُكَ عَدل، وتقديرُكَ حَقّ، وسِرُّكَ غامِضٌ في هذا الْخَلق، وَمَا نَدري ما يُفعَل بِنا، فافعَل بِنا ما أَنْتَ أَهلُهُ وَلاَ تَفعَل بِنا ما نَحنَ أَهلُه، فإنَّكَ أَهلُ التَّقوى وأهلُ المغفِرَة؛ إلَهَنا فاجعَلنا مِن خَيرِ فَريق، ومِمَّن سَلَكَ الأَيمَنَ في الطّريقِ مِنَ الآخِرة، وَارحَمنا بِرَحمَتِك، وَاعصِمنا بِعِصمَتِكَ لِنَكونَ مِنَ الْفَائِزين، ودُلَّنا عَلَيكَ لِنَكونَ مِنَ الوَاصِلين الْمَوْصُولِين، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظَاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وصَلَّى اللَّهُ على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ السّابِق لِلخَلْقِ نُورُهُ، وَالرَّحْمَةِ لِلْعَالَمِينَ ظُهُورُه، عَدَدَ مَنْ مَضَى مِنْ خَلْقِكَ وَمِنْ بَقيَ، وَمِنْ سَعِدَ مِنهُم وَمِنْ شَقي، صَلاةً تَستَغرِقُ العَدَّ وتُحيطُ بالْحَدِّ، صَلاةً لا غايَةَ لَها وَلاَ أَمَدْ، وَلاَ انْتِهاءَ وَلاَ انْقِضَاءَ، صَلوَاتِكَ الّتي صَلَّيتَ عَلَيْهِ، صَلاةً دائِمَةً بِدَوَامِكَ، باقِيَةً بِبَقائِك، لا مُنتَهَى لَها دُونَ عِلْمِك، وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وعِترَتِهِ وسَلِّم، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، آمينَ يَا مُعِينُ، بِرَحمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمين.

نقلاً عن كتاب

الكنوز النوارنية من أدعية واوراد السادة القادرية

للشيخ مخلف العلي الحذيفي القادري

حقوق النشر والطباعة محفوظة للمؤلف