جديد الموقع
alkhlasaalhama-fr => Ouvrages en Français ۞ alrsalaalhzaifi-fr => Ouvrages en Français ۞ الطراز المذهب في مولد الباز الاشهب => مؤلفات الشيخ القادري ۞ الأربعون الكيلانية (القادرية) => مؤلفات الشيخ القادري ۞ خلاصۀ مہمە => اردو كتب ۞ تحفة الأبرار في مدح حيدرة الكرار => مؤلفات الشيخ القادري ۞ HadithsQadiriya => Ouvrages en Français ۞ alwrdalkadri => Books in English ۞ khulasaEnglish => Books in English ۞ Al-Thamar al-Dani => Ouvrages en Français ۞
المادة

مفهوم سلوك الطريقة القادرية

الكاتب: الشيخ مخلف العلي القادري

تاريخ النشر: 12-06-2022 القراءة: 4526

مفهوم سلوك الطريقة

بعد أن بينا معنى الطريقة وتعريفها ومضمونها لابد أن نبين مفهومها وكيفيتها، وكيف يصبح المسلم من أصحاب الطريقة، ومفهومها ينقسم إلى قسمين:

المفهوم الأول: وهو المفهوم الحقيقي لها الذي يتمثل بمعناها الذي سبق بيانه من خلال تعريفها وهي: المنهج التربوي والسلوكي الذي تكتسب به الأخلاق الفاضلة ويتخلص به من الأخلاق الذميمة ويتوصل به إلى رضا الله تعالى وهذا واجب على كل مسلم من المسلمين أن يسلكه لأن الله قد أمره به. ولا أظن أن هناك من يعترض على هذا القول ويقول: أن تزكية النفس وتربيتها ليست واجبة على كل مسلم من المسلمين.

وقد قال حجة الإسلام الغزالي رحمه الله تعالى: الدخول مع الصوفية فرض عين إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومن خلال ما بيناه يتضح بوضوح كوضوح الشمس في رابعة النهار أن علم التصوف بالمعنى الصحيح هو فرض على كل مسلم بل ولا غنى لكل مسلم يريد الله عن علم التصوف فكلنا بحاجة لتصفية القلب وتزكية النفس والوصول إلى الله.

المفهوم الثاني: وهو تطبيق المعنى الحقيقي الذي سبق ذكره وذلك من خلال السلوك على يد شيخ تقي صالح عارف بالله مخصوص بعينه، من خلال أخذ العهد والبيعة على يده، وذلك كما قرره أهل الطريق رضوان الله تعالى عليهم، والبيعة هذه إنما هي في حقيقتها تجديد للبيعة التي بايعها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه من الالتزام بشريعة الله سبحانه وتعالى كما أمر بها، وهذا الأمر غنما قرره الصالحون وجعلوه أساساً لسلوك طريقة القوم رضي الله تعالى عنهم، وذلك وفق أسانيد وإجازات متصلة إلى حضرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .

يقول أبو الحسن الندوي رحمه الله في كتابه المسلمون في الهند: إن هؤلاء الصوفية كانوا يبايعون الناس على التوحيد والإخلاص واتباع السنة، والتوبة عن المعاصي وطاعة الله ورسوله، ويحذرون من الفحشاء والمنكر والأخلاق السيئة والظلم والقسوة، ويرغبونهم في التحلي بالأخلاق الحسنة، والتخلي عن الرذائل مثل الكبر والحسد والبغضاء والظلم وحب الجاه، وتزكية النفس وإصلاحها، ويعلمونهم ذكر الله والنصح لعباده والقناعة والإيثار، وعلاوة على هذه البيعة التي كانت رمز الصلة العميقة الخاصة بين الشيخ ومريديه إنهم كانوا يعضون الناس دائماً، ويحاولون أن يلهبوا فيهم عاطفة الحب لله سبحانه، والحنين إلى رضاه، ورغبة شديدة لإصلاح النفس وتغيير الحال. أما تفصيل البيعة وكيفيتها وأدلتها فسيأتي بيانه لاحقاً في موضعه من الكتاب.

نقلاً عن كتاب

الدرر الجلية في أصول الطريقة القادرية العلية

للشيخ مخلف العلي الحذيفي القادري

حقوق النشر والطباعة محفوظة للمؤلف